• لبنان
  • الاثنين, حزيران 16, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 4:32:17 ص
inner-page-banner
يهوديات

الأسباب العشرة في غباء اليهود باختيارهم فلسطين أرضا لهم 4 / 10

جهاد العايش 

4 - السبب الشرعي: إن أرض فلسطين ميراث الأنبياء الشرعي لأتباعهم المؤمنين، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} (الأنبياء:105).

قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (النور:55).

فقد أخبر المولى عز وجل عن توجه إبراهيم وابن أخيه لوط عليهما السلام لما خرجا من أرض الكلدانيين في العراق يفرون بدينهم إلى الأرض المقدسة (فلسطين)، قال تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} (الانبياء:71). حينها لم يكن إسرائيل (يعقوب) عليه السلام، ولا ابنيه قد جاءوا بعد إلى فلسطين.

ثم جاءت بعد ذلك المحاولات اليائسة لبني إسرائيل من دخول الأرض المقدسة حال وجودهم في التيه مع نبيا الله موسى وهارون عليهما السلام، وعقوبة الله لبني إسرائيل وحرمانهم من دخول الأرض المقدسة تعنتهم، ورفضهم دخولها، واضطرابهم على أنبيائهم، أربعين سنة، وسبب تقلبهم المستمر بين الكفر والإيمان.

ونبي الله موسى ومن غير كلل ولا ملل يأمرهم رهبة، ويحثهم رغبة على دخول الأرض المقدسة، لكن دون جدوى كما أخبر سبحانه وتعالى على لسان موسى عليه السلام: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ} (المائدة:٢١).

وقالوا وبكل عناد مجددين رفضهم دخول الأرض المقدسة، كما أخبر سبحانه وتعالى عنهم: {قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} (المائدة:24).

وحال الله بينهم وبين الأرض المقدسة لما عصوا أوامر نبيهم حتى قبض الله روح موسى وأخيه هارون عليهما السلام في التيه، وخلفه يوشع بن نون، فحبست له الشمس حتى دخل الأرض المقدسة فاتحا بإذن الله ومعه نفر قليل من بني إسرائيل، كما جاء ذلك في حديث البراء بن عازب: (كنا وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، نتحدث أن عدة أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر ولم يجاوز معه الا مؤمن بضعة عشر وثلاث مائة) (أخرجه البخاري).

ثم أكمل داود مسيرة يوشع بن نون عليهما السلام، فكانت هي البدايات الحقيقية لدخول نفر قليل من بني إسرائيل إلى الأرض المقدسة.

لا بد وأن يفهم اليهود ومن دون عناد، أو تكبر أن الإسلام دين جميع الأنبياء، وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم شريعة ناسخة وخاتمة لسائر الشرائع السابقة «اليهودية والنصرانية» قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (آل عمران: 19).

وقد أخبر المولى عز وجل حاسما الموقف وقاطعا الطريق على اليهود، ودعواهم الكاذبة في يهودية أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام، قال تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (آل عمرن:67).

وقد أقر جميع الأنبياء بالإسلام، وقد أخبر المولى جل سلطانه على لسان أنبيائه الكرام تصريحهم بالإسلام، وإن تعددت شرائعهم، فقال سبحانه على لسان كل نبي تصريحه بالإسلام:

عن نوح عليه السلام: قال تعالى: {فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (يونس:72).

وعن إبراهيم عليه السلام: قال تعالى: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (البقرة:١2٨).

وعن يعقوب عليه السلام: قال تعالى: {وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} (البقرة:123).

وعن يوسف عليه السلام: قال تعالى: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} (يوسف:١0١).

وعن موسى عليه السلام: قال تعالى: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ} (يونس:84).

وعن سليمان عليه السلام: قال تعالى: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} (النمل:٢٠).

هذا ما جاء في كتاب ربنا، ونحن نؤمن به جملة وتفصيلا، ولا نفرق بين أحد من رسله، فينبغي لهم أن يذعنوا إلى ذلك كما أخبر ربنا تبارك وتعالى: {قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (آل عمران:84).

قال تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (العنكبوت:46).

أما موقف اليهود من الأنبياء الذين أقروا لهم بنبوتهم كما جاء ذلك في توراتهم، وتلمودهم اللذين بين أيديهم اليوم، وما يؤمن به اليهود من أنبياء، وكيف امتلأت كتبهم المقدسة - كما يزعمون - بالطعن والذم الوضيع الذي لايليق بعموم البشر فضلا عن أنبياء زعموا أنهم أنبياءهم، لنعرف من هو المؤمن والمتبع الحقيقي لأنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، الذين استوطنوا هذه الأرض فكانت وبأمر من الله جل جلاله ميراثا شرعيا للأتباع الحقيقيين لهم.

فكيف للمحب أن يقول أسوا الأقوال وأقذعها التي ليس في محبوبه فضلا عن كونهم يزعمون أنه نبيهم؟! هل يستحقون وصف الله لهم قال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} (الأنبياء:105)، لقد خص الله الأرض المقدسة وغيرها من أرض بمن وصفهم بـ {عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}، هل هؤلاء صالحون مصلحون، أم أنهم فاسدون مفسدون لم يعرف التاريخ أفسد منهم؟!

نحن المسلمون أولى الناس بهؤلاء الأنبياء وغيرهم من أنبياء عليهم السلام جميعا، جاء ذكرهم في الكتاب أو السنة، أو لم يأت ذكرهم بل نحن الأتباع الحقيقيون لهم، ونؤمن بهم وبعصمتهم جميعا من أولهم أبو البشر آدم عليه السلام مرورا بكل الأنبياء الكرام إلى آخرهم وخاتمهم محمد صلى الله علنه وسلم قال تعالى: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} (آل عمران:68).

فال تعالى: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ} (يوسف:38).

نعم نحن أولى منهم بالأرض المقدسة «فلسطين»، لأننا الورثة والأتباع الحقيقيون لجميع أنبياء الله، الذين توارثوا أرض فلسطين، وورثوها لأتباعهم المحبين لهم المؤمنين بهم المبجلين لهم، جيلا بعد جيل إننا كمسلمين ومن صلب عقيدتنا وركنها الأصيل نؤمن برسل الله أجمعين من غير أن نفرق بين أحد من رسله، نعم هي المعادلة التي ينبغي على أهل الأرض ومؤسساتهم إدراكها، والسير في فلكها، وبناء الثوابت والحقوق عليها، أن وعد الله وميراث الأرض التي أعطاها الله لإبراهيم ويعقوب عليهما السلام لا تستحق بالنسب كما يظن اليهود، قال تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (البقرة:124).

وكما جاء عن رسولنا الكريم فيما يرويه أبو هريرة رضي الله عنة قال: بينما نحن في المسجد إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: » انطلقوا إلى يهود فخرجنا معه حتى جئنا بيت المدراس - وهو المكان الذي يدرس فيه كتابهم - فقام النبي صلى الله عليه وسلم فناداهم يا معشر يهود أسلموا تسلموا فقالوا قد بلغت يا ابا القاسم فقال ذلك أريد ثم قالها الثانية فقالوا قد بلغت يا ابا القاسم ثم قال الثالثة فقال اعلموا أن الأرض لله ورسوله وإني أريد أن أجليكم فمن وجد منكم بماله شيئا فليبعه وإلا فاعلموا أنما الأرض لله ورسوله» (أخرجه البخاري).

وهذا ما نادى به موسى عليه السلام فيما أخبر به سبحانه وتعالى على لسانه: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (الأعراف:128).

إنه قانون الله ومعادلته التي ينبغي العمل بها، وعلى اليهود أن يدركوها جيدا.

في مقام يجمع الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم كل أنبيائه من غير استثناء، ليتسلم منهم الراية بإمامته لهم في المسجد الاقصى، إعلانا للأمة بأسرها بالمهمة التي أنيطت بمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته باستلام زمام قيادة وخلافة الأرض المقدسة.

إن استحقاق أرض فلسطين استحقاقا شرعيا وقانونيا لن يكون إلا لمن استوفى شروط الإيمان كاملة، ومنها الايمان بكامل أنبياء الله جل جلاله، وبخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، دون طعن أو ذم بأحد منهم، ففي عهد بني إسرائيل علق موعود الله لهم بالأرض بعد استيفاء شرط الإيمان، ولما كانوا على جادة الحق متبعين لأنبيائهم، متمسكين بعهد الله، استحقوا التفضيل فكافآهم الله بوراثة الأرض،

قال تعالى: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ} (الأعراف:137).

(نقلاً عن مجلة "بيت المقدس للدرسات التوثيقية" العدد 11 لعام 2011 ـ 1432)

 

ــــــــــــ

إقرأ أيضاً

الأسباب العشرة في غباء اليهود باختيارهم فلسطين أرضا لهم 2 / 10

الأسباب العشرة في غباء اليهود باختيارهم فلسطين أرضا لهم 3 / 10

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة