• لبنان
  • الثلاثاء, حزيران 03, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 2:46:33 ص
inner-page-banner
مقالات

حزب الله يشتري الوقت بفواتير الدم

العميد (م) حسين الشيخ علي ـ بوابة صيدا                                  

كلنا يعلم ما آلت اليه الأوضاع بعد عملية مساندة غزة وما تلاها من الحرب الإسرائيلية على لبنان. فنحن أمام لجنة خماسية غير فاعلة في ردع الإعتداءات الإسرائيلية اليومية على لبنان، وربما يعود ذلك لإعتبارها أن من تقتلهم اسرائيل هم إرهابيون في نظرها، ويشكلون تهديداً لها في أنشطتهم وتحركاتهم وهذا يبقى ضمن شروط وقف الأعمال العدائية التي تم الإتفاق عليه. هذا من جهة.

ونحن أمام مقاومة لا زالت تعاني من جراح عميقة في عديدها وعتادها وأمنها المخروق من قبل اسرائيل، وفي بيئتها المدمرة التي لم تتعاف بعد وما زالت بيوتها مهدمة وممنوعة من العودة إلى قراها، وترزح تحت ذل التهجير والعوز في هذه الأوضاع الصعبة. وغير قادرة على الرد على الإعتداءات أو القيام بعمليات لتحرير الأراضي المحتلة، إدراكاً منها بأن معادلة الردع قد تغيرت وحفاظاً على ما تبقى لديها. من جهة ثانية.

كما أصبحت قضية تسليم سلاح حزب الله متشعبة ومرتبطة بأكثر من ملف في الداخل والخارج، منها الخلاف على تفسير الإتفاق والسلاح الفلسطيني والوضع في سوريا، والخوف على الوجود وضعف الدولة والمسار السياسي للسلطة التنفيذية في لبنان، وعدم الثقة باللجنة الخماسية والقرارات الدولية. من جهة ثالثة.

في ظل هذه الأوضاع الصعبة والمعقدة والحصار المالي على حزب الله، وربط المساعدات الدولية بسيطرة الدولة وسيادتها وبتسليم السلاح، قرر حزب الله الإنتظار والمناورة وكسب المزيد من الوقت لحين أن تتغير الظروف، وتتضح مسارات السياسة الأميركية في المنطقة وخاصة في سوريا.

في هذا الوقت تبقى يد اسرائيل مطلقة في عمليات الإغتيال والقصف والتدمير، ويتكاثر عداد الشهداء والعوائل الثكلى، ويمر قطار الزمن على قرى مدمرة توقفت فيها الحياة، ويطول إنتظار أهلها لمطابخ السياسة وقراراتها، بينما تنعم مناطق أخرى بالأمن والبناء والإزدهار والتقدم، وهذا ما يخلق فوارق إجتماعية وعدم توازن في التنمية داخل الوطن الذي طالما طالب الشعب بتحقيقها. فكتلة التنمية والتحرير إنقلبت لتصبح كتلة الإحتلال والتدمير، بسبب أخطائها السياسية.

من بدأ الحرب لا يملك الحل، ويحاول رمي المصيبة على الدولة اللبنانية التي لم تشارك في صنع هذا القرار، وهو تعالى واستقوى عليها بنشوة القوة والسلاح والمال وضرب عرض الحائط كل المناشدات الوطنية والدولية. واليوم يقابل الدعوات الى تسليم السلاح بالتسويف وبالأمور التي ذكرناها سابقاً. فيما يبقى الشعب هو من يدفع بالدم فاتورة بقاء الأوضاع على ما هي عليه.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة