محمد العوضي ـ بوابة صيدا
من أكثر المشاهد خزيًا في واقعنا العربي: تلك الازدواجية الصارخة، والانفصام القيميّ الذي يتبدّى بلا حياء، في موقف البعض من المقاومة الفلسطينية مقارنةً بموقفهم من أنظمة التطبيع العربي.
هؤلاء “الأبطال الورقيون”، ما إن تندلع مواجهة، أو تُسفك دماء المقاومين، حتى ينتفخ صدرهم بالكراهية، وتسيل ألسنتهم بالتحقير والتهوين والتشكيك، فتسمعهم:
• يُهوّنون من تضحيات المقاومين
• يُنكرون بطولاتهم
• يُجرّمونهم ويتهمونهم بالخيانة
• يشمتون في موتاهم ويتشفّون بجراحهم
• يُحرّضون عليهم
• يُسوّون بينهم وبين الصهاينة
• يفضّلون عليهم العلمانيّين المتصهينين من الفلسطينيين!
كل ذلك بعبارات مقزّزة، ومواقف باردة مخزية، تخلو من الشرف والضمير!
لكن هؤلاء “المنتفخين” أنفسهم، إذا ما جاءت سيرةُ أنظمةٍ عربيةٍ تُعانقُ الصهاينة علنًا، وتخدمهم سرًّا وعلنًا، وتُضيّق على أهل غزة وتشيطن خيار المقاومة… ثم تُغرق المجتمعات في موجات الإلحاد والتشكيك والمجاهرة بالمعصية والانحلال - تجدهم:
• صامتين كمومياءات الفراعنة
• أو مطبلين بصفاقة القرود
• أو محامين عن الموبقات بخفّة البهلوان
• أو مُفتين بالتبرير لمظالم المطبعين وأسيادهم!
والمفارقة أن هذه “الجوقة” ليست من فئة واحدة، بل تجد فيهم:
الأكاديمي، الإعلامي، المحلل، الشاعر، الشرعي، رجل الأعمال، الناشط…
لكنهم -في الغالب- يتقاضون ثمناً، معلنًا أو مستترًا.. منافع معنوية، أو صفقات شخصية..
وكلٌّ له سعره!
بعضهم صرّح بذلك صراحةً، وبعضهم يُظهر الزهد، ويُخفي الطمع.
ولنكن واضحين:
لسنا نعترض على النقد النزيه النابع من حرص ونُصح، فالنصيحة للمقاومة واجبة، وهي من صلب الدين..
نحن نكتب عن الطفيليات التي طفت على السطح، عن خُبثٍ مجتمعيٍ تكشّف مع خُبثاء جاهروا بخبثهم.. وما تخفي صدورهم أكبر!
فلسطين اليوم مصفاة هائلة، تكشف المعادن وتغربل القيم وتُعرّي النفوس.
وكلما اشتدت المحنة، تهاوت الأقنعة…
وسقطت الأقلام، وانفضح الخنوع، وارتفعت راية العزة من تحت الركام.
والله غالبٌ على أمره..
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..