• لبنان
  • الأحد, حزيران 08, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 10:38:03 ص
inner-page-banner
مقالات

مستشفى غزة الأوروبي يخرج عن الخدمة..ومليارات عربية لسيد القصر

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

في الوقت الذي كانت فيه العواصم العربية منشغلة بفرش السجاد الأحمر لرئيس اعتاد أن يبتزهم علنا ويصفهم بالأغبياء، انهالت الصواريخ على من تبقى من حياة في ساحة الطوارئ لمستشفى غزة الأوروبي، حتى أن جنازة كانت تعبر إلى المشرحة لم تسلم في مشهد مؤلم يتحول فيه حاملوا النعش إلى أشلاء محمولة.

"دونالد ترامب" الذي اعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال قبل سنوات، يعود اليوم في فترة ولايته الثانية إلى الشرق الأوسط، ليُكرّم بهدايا من خزائن العرب، كانت ستكفي لإعمار غزة لو قُدمت لذلك. فيما حليفته الفاشية تقصف وتبيد بضوء أخضر منه، وكأن ما حدث ليس سوى مسرحية بين "ترامب" و "نتنياهو"، "أنا أبتز هنا، وأنت تبيد هناك"، فعن أي خصام تتكلمون...

وذريعة الإبادة هي نفسها، وجود "إرهابيين" ونشاطات عسكرية في محيط المستشفى. ذريعة قديمة متجددة، لا تختلف عن تلك التي قصفت باسمها المدارس والمنازل والمقابر والخيم ومستودعات الأغذية وخطوط المياه والحجر والشجر.

إنها دولة الاحتلال المدللة التي لم تحتج يوما إلى دليل كي توجه وحشيتها تجاه الفلسطيني منذ ١٩٤٨. فيكفيها أن تقول "هنا إرهابي".

أمس بتاريخ ١٣/مايو/٢٠٢٥ وجهت هذه الوحشية تجاه أهداف إنسانية هي في أقصى درجات ضعفها، إلى مرضى وجرحى بعضهم على أسرّة وآخرين على أرضيات باردة معمدة بالدم. تجاه مسعفين وأطباء وممرضين يحاولون إنقاذ من تبقى، وحتى الموتى لم يسلموا من الوحشية.

هذه هي دولة الاحتلال تنتقم حتى من الأموات لخوفها أن تُكتب لهم حياة أخرى، فتقدم على قتلهم مرتين وأكثر.

دولة كانت تنتظر الليل لتقصف واليوم بات القصف علنا، والرضى أميركي غربي، والغطاء عربي والصمت له مغرياته وأثمانه، وهل أكثر إغراءا من كرسي حاكم؟؟

عشرات الشهداء والجرحى من مرضى وطواقم طبية ارتقوا شهداء، و "دونالد ترامب" يتسلم طائرته الجديدة ومليارات الدولارات من العربان الذليلة. الهدايا كانت باهضة الثمن هناك بينما دماء الشهداء التي لا تقدر بثمن في غزة كانت لا تزال تسيل، فالعدو الجبان لم يكتف بحزام ناري واحد، بل عاد ليستهدف من هرع من رجال الدفاع المدني والإسعاف في محاولة لانتشال المصابين، فأباد الجميع حتى أخرج المستشفى عن الخدمة.

والأنظمة العربية لا زالت على الطرف الآخر تتمسح ب "ماسيخ اليهود" وعراب القتل، ثم تدعي السيادة على أوطان استبيحت أراضيها، فكانت مخازن وقواعد لسلاح يوجه إلى صدر المكلومين في غزة.

فأي سيادة تلك التي يدعون وهم يغسلون أيديهم بدماء أطفال غزة وينحنون أمام القاتل، كالعبد الذليل الذي يخدم في قصر استعمار يرتدي قناع الديمقراطية بينما وجهه الحقيقي ملطخ بالدم العربي منذ عقود.

ما حدث ويحدث تعدى حدود اللغة، فأي كلمات قد تفي بمآسي تخطت استيعاب عقولنا؟ والعدو منذ ٤٨ ذاته والتواطؤ ذاته، غير أنه اليوم أصبح أكثر وقاحة، يعلن عن فعلته دون حياء، يلعق أحذية السيد ويلون الذل بشعارات صنعت له خصيصا..

ولكن يموت المتواطئون وتبقى غزة، وإن دمرت المستشفيات وأطفئت المولدات وتوقف الأجهزة ما دامت الأرحام تحمل نطف المقاتلين، حافري الأنفاق، الخارجين منها حفاة إلا من تراب الكرامة يلتصق بأقدامهم، المفجرين فخر صناعة العدو من دبابات بعبوة يلصقونها من مسافة فخر وصفر.....

تموتون يا عربان الذل وتبقى غزة ......... 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة