• لبنان
  • الثلاثاء, آذار 18, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 12:27:48 ص
inner-page-banner
مقالات

ما بين قرط ساندي بيل وقرط روح الروح يتقزم الخيال وتتضخم الحقيقة

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

لطالما كانت بعض القصص العالمية التي شاهدناها في طفولتنا تحمل تفاصيل ذات رمزية بين طياتها فيها معاني الحب والفقد والبحث عن الحقيقة.

ومن بين هذه الرموز، قرط الشخصية الكرتونية ساندي بيل الطفلة التي تفقد والديها عندما تغرق السفينة التي كانت تقلهما، بسبب عاصفة تجتاحها فجأة.

فيبعث القدر لساندي السيد كريستي الذي ينقذها من الموت غرقا بعد انقلاب طوافة النجاة، حيث يعثر على فردة واحدة لقرط كان في أذن والدة ساندي في قبضة الطفلة. ويصبح هذا القرط الذي ورثته عن والدتها، الدليل الوحيد الذي يربطها بأصلها الحقيقي ويعبر عن هويتها الضائعة. ومن خلاله تبدأ ساندي رحلتها في البحث عن جذورها لتكتشف لاحقا أنها ابنة سيدة من طبقة النبلاء.

أما قصتنا الأهم والأعمق فهي قصة قرط ريم *روح الروح*، حفيدة الشيخ الفلسطيني خالد النبهان، التي استشهدت إثر قصف همجي من قبل الجيش الفاشي الصهيوني الذي لا يأخذ إلا ولا ذمة في شيء.

حيث يجد الشيخ خالد النبهان في أذن حفيدته بعد استشهادها فردة واحدة من القرط، فيحتفظ بها كذكرى أخيرة تمثل حبا ووجعا لا يندملا.

وهنا فإن قرط ريم قد أضحى الشاهد على جرائم العدو ودمويته بحق الأطفال والأبرياء في غزة. والدليل على الجريمة وصوت يصرخ في وجه العالم ليكشف حقيقة معاناة أطفالها. كما أصبح القرط بمثابة الرسالة الإنسانية التي تحكي براءة ريم ودموع جدها الذي قال وهو يحتضنها شهيدة *هاذي روح الروح*.

والقرط في قصة ساندي بيل وقصة ريم النبهان، لم يكن مجرد قطعة للزينة بل إنه حمل مشاعر ووجعا داخليا. فعند ساندي كان القرط رمزا للحب المفقود والحنين للأم التي اختفت ولم ترها. أما قرط ريم فقد أصبح رمزا للفقد في الحياة، حيث احتفظ خالد النبهان به ليبقى ذكرى من حفيدته الشهيدة الحاضرة دائما في قلبه.

وما يجعل قرط ريم هو الأكثر أثرا ان ساندي بيل تحقق حلمها في النهاية بلقاء والدتها بفضل القرط الذي كان دليلها في رحلة بحثها. أما ريم فلم يكن اللقاء على هذه الأرض، بل وعدا بلقاء روحي في الجنة، حيث قال الشيخ خالد النبهان قبل استشهاده في قصف لاحق أثناء الحرب على غزة *سألتقي بروح الروح في الجنة بإذن الله*.

وهنا تكمن المفارقة بين القصتين اللتين كان القرط هو رمزا لكليهما. فقصة ريم غدت هي العالمية حينما تقزمت قصة ساندي بيل أمامها، لأن الأخيرة حملت الأمل واللقاء في عالم الخيال. أما الاولى فجسدت الواقع الفلسطيني وألم الفقد الحقيقي، وشتان ما بين الفقد والألم في الخيال وما بين الفقد والألم في الواقع.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة