• لبنان
  • السبت, آذار 15, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 1:34:47 م
inner-page-banner
مقالات

الاستيطان الرعوي أداة سريعة لقضم الأراضي الفلسطينية

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

الاستيطان الرعوي في فلسطين يُعد أحد أخطر أشكال الاستعمار الاستيطاني الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني للسيطرة على الأراضي الفلسطينية وتهجير أصحابها الشرعيين.

ويعتمد هذا النوع من الاستيطان على إقامة مستوطنات صغيرة أو ما يعرف بالبؤر الاستيطانية في المناطق الريفية والنائية، حيث يتم جلب مستوطنين يهود وتزويدهم بقطعان من الماشية، بحجة استخدام الأراضي للرعي والزراعة، بينما الهدف الحقيقي من وراء ذلك يكمن في السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض الفلسطينية ومنع الفلسطينيين من الوصول إليها.

ظهر الاستيطان الرعوي بشكل ملحوظ في مناطق الأغوار الفلسطينية وجنوب الخليل، وهي مناطق استراتيجية تشكل العمق الزراعي والاقتصادي لفلسطين. حيث يتخذ المستوطنون الرعاة من الأراضي الفلسطينية ساحة لرعي مواشيهم، ويقومون بتسييج الأراضي ومنع أصحابها من دخولها أو زراعتها.

وفي كثير من الحالات، يتم استخدام العنف والترهيب ضد المزارعين والرعاة الفلسطينيين، وتدمير محاصيلهم وحرقها، وتهديد حياتهم، في ظل حماية كاملة من جيش الاحتلال الفاشي.

وما يميز هذا النوع من الاستيطان أنه يتم بتكلفة سياسية منخفضة مقارنةً بإقامة المستوطنات الضخمة، حيث يتم تقديمه على أنه نشاط زراعي طبيعي، بينما في الواقع، هو ليس إلا أداة استعمارية تهدف إلى تهجير الفلسطينيين وفرض وقائع جديدة على الأرض. كما أنه أسرع من الاستيطان عن طريق البناء الذي يأخذ فترة طويلة قد تصل لسنوات كي يتمدد.

ويحظى هذا النوع من الاستيطان بدعم مباشر من حكومة الاحتلال، التي تقدم التمويل والإعفاءات الضريبية للمستوطنين الرعاة، إضافة إلى الحماية العسكرية التي توفرها لهم قوات الاحتلال.

كما تلعب منظمات استيطانية متطرفة، مثل "رجافيم" و"أماناه"، دورا رئيسيا في توفير الدعم القانوني واللوجستي لهؤلاء المستوطنين، وتشجيعهم على التوسع في الأراضي الفلسطينية.

وهذا النوع من الاستيطان لا يكمن خطره فقط في السيطرة على الأراضي، بل يسعى إلى عزل التجمعات الفلسطينية عن بعضها البعض وصنع تواصل جغرافي بين المستوطنات اليهودية، مما يقطع الطريق أمام أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

كما يؤدي إلى تدمير الاقتصاد الفلسطيني، خاصة في المناطق التي يعتمد سكانها على الزراعة والرعي كمصدر رزق أساسي.

وفي مواجهة هذا الخطر المتزايد، يسعى الفلسطينيون إلى تعزيز صمودهم على الأرض من خلال العودة إلى الزراعة والرعي، وتشكيل لجان حماية شعبية للتصدي لاعتداءات المستوطنين. كما يتم توثيق الانتهاكات ورفعها إلى المحاكم الدولية، في محاولة للضغط على المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه هذه الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني.

ومن هنا فإن الاستيطان الرعوي في فلسطين ليس مجرد نشاط زراعي، بل هو أداة استعمارية ممنهجة تهدف إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وفرض سيطرة العدو الكاملة على الضفة الغربية.ومع استمرار هذا النهج الاستيطاني المدعوم من الحكومة والجيش والمستوطنين المتطرفين، يصبح الحفاظ على الأرض الفلسطينية والصمود فيها أكثر أهمية من أي وقت مضى.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة