• لبنان
  • السبت, آذار 15, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 11:27:21 ص
inner-page-banner
مقالات

إيران تؤجج الفتنة الطائفية في سوريا وتسعى لتوسيعها إلى لبنان

طارق أبو زينب ـ نداء الوطن 

تعزز إيران نفوذها في سوريا عبر تدخلات متزايدة، حيث تترك بصماتها بوضوح في المواجهات العنيفة التي اندلعت في الساحل السوري بين القوى الأمنية وفلول النظام السابق.

في موازاة ذلك، حاولت مجموعات مسلحة التسلل من لبنان عبر المعابر غير الشرعية في منطقة القصير، إلا أن السلطات السورية تمكنت من إحباط هذا المخطط الذي جرى الإعداد له على مدى أشهر. ومع تصاعد التوتر في الساحل السوري، تتنامى المخاوف من امتداد الاضطرابات إلى الداخل اللبناني.

موجة نزوح جديدة

أدت الاشتباكات المسلحة بين الأمن العام وبقايا النظام السابق إلى موجة نزوح جديدة نحو لبنان، حيث تصدّر العلويون قائمة الوافدين. أثارت هذه الموجة مخاوف متزايدة بشأن انعكاسات الأزمة على الأمن اللبناني. ورغم الجهود الأمنية المكثفة للحد من تداعيات الوضع، تتصاعد التحذيرات من تفاقم التوترات المذهبية. ووفقاً للمصادر، نزح نحو 7 آلاف سوري مستغلين المعابر الحدودية غير الشرعية على مجرى النهر الكبير للعبور إلى لبنان، حيث استضافهم سكان نحو 17 بلدة وقرية لبنانية ذات غالبية علوية. وقد توزعوا بين المنازل، وقاعات المساجد، والمدارس، وبعض المستودعات.

تعزيز النفوذ في لبنان وسوريا

في مواجهة التوترات المتصاعدة، أفادت مصادر مطلعة على الشأن السوري لـ "نداء الوطن" بأن مجموعة من الضباط والشخصيات المرتبطة بنظام الأسد قد تسللت إلى لبنان خلال فترة هروب بشار الأسد، وتسعى الآن إلى إثارة الفتنة داخل سوريا عبر الأراضي اللبنانية. وقد رصد الأمن العام السوري حالة الاستنفار في صفوف "حزب الله" في المنطقة الشرقية للبنان بعد الأحداث الأخيرة في الساحل السوري ما يستدعي الحفاظ على حالة من اليقظة التامة على الحدود وإغلاق المعابر غير الشرعية لمنع تسلل أي أطراف تؤجج العنف في سوريا.

تقدم إيران، عبر أذرعها المختلفة، دعماً لمجموعات مسلحة تضم قادة وضباطاً من النظام السوري السابق، الذين كانوا وراء الهجمات التي استهدفت عناصر الأمن العام السوري. من أبرز هذه الشخصيات: اللواء إبراهيم حويجة الذي تم اعتقاله المتهم باغتيال كمال جنبلاط، وغياث دلا الذي أسس مجموعات مسلحة تحت اسم "المجلس العسكري" بعد سقوط النظام، ويُعد من أكثر القادة العسكريين ولاءً لإيران و"حزب الله". إضافة إلى ذلك، تضم القائمة بشار طلال الأسد، حافظ ناظم الأسد ومحمد جابر.

أما وسيم الأسد، فهو موجود في لبنان تحت حماية تاجر المخدرات نوح زعيتر، إلى جانب مقداد فتيحة، الذي ساعده المطلوب للقضاء اللبناني رفعت عيد على دخول لبنان بطرق غير شرعية عبر منطقة "حكر الضاهري" المحاذية لمجرى النهر الكبير.

وكشف العميد السابق في شعبة الأمن السياسي المعارض لنظام الأسد منير الحريري عن  تفاصيل جديدة حول مصير فلول النظام السوري السابق. وأوضح أن بعضهم حصل على العفو في المراحل الأولى من التغييرات التي شهدتها البلاد، بينما لجأ آخرون إلى تسويات تضمنت تسليم العهدة العسكرية. غير أن مجموعة منهم رفضت التسوية، مراهنةً على الحصول على حماية دولية من إيران أو روسيا. إلا أن الأوضاع انقلبت ضدهم بعد تورطهم في اعتداءات على عناصر الأمن العام.

تصعيد العمليات الأمنية

كما كشف الحريري عن أن الاعتداءات على عناصر الأمن العام السوري كانت نتيجة تنسيق بين فلول النظام و"حزب الله" في لبنان، مشيراً إلى مخطط لتمكين "الحزب" من دخول الأراضي السورية عبر منطقة القصير بدعم إيراني مالي وعسكري. وأضاف أن دعم إيران لهذه التحركات كان واضحاً، مشيراً إلى تصريحات صادرة عن مسؤولين إيرانيين وقادة في الحرس الثوري الذين وصفوا تلك التحركات بأنها "ثورة مضادة".

إعلام الممانعة وخلق الطائفية

وأفادت مصادر بأن إعلام محور الممانعة يتبع نهجاً مدروساً لإثارة التوترات الطائفية في سوريا، مستغلاً التلاعب بالمعلومات لتعميق الانقسامات بين المكوّن السني والطوائف الأخرى. ويروّج هذا الإعلام لسرديات تزعم أن الأقليات تحتاج إلى حماية خارجية، في محاولة لتبرير التدخلات الأجنبية ودعم المشاريع الانفصالية. كما يسعى هذا الإعلام إلى تضخيم المخاوف بشأن ما يسميه "إبادة العلويين"، مستنداً إلى معلومات مضللة تستهدف الإدارة السورية الجديدة بهدف تقويض مصداقيتها. 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة