• لبنان
  • الأربعاء, شباط 05, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 5:59:33 ص
inner-page-banner
مقالات

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

يرجع تاريخ العقوبات الجماعية التي تمارسها دولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني إلى الرواد الصهاينة الأوائل عندما كانوا ينتقمون من أي رد اعتداء فلسطيني على مستعمرة "دجانيا أوروش بينا" في قرية الجاعونة في ناحية لواء صفد. وكان الاعتداء بعشر أمثاله كما أوصتهم به تلاميد حاخاماتهم.

ثم أعيدت العقوبات بشكل رسمي بعد حرب ٦٧، وتبلورت على يد "موشي دايان" عام ٦٩.

وعن هذا يقول "ديفيد هولدن" وهو كاتب صحفي وكبير المراسلين الأجانب لصحيفة في "تايمز البريطانية" بتاريخ ١٩/نوفمبر/١٩٦٧ " قالت لي مصادر وكالة الإغاثة، وهي مصادر موثوقة عندي، ان الجرافات قد سوت بالأرض ١٤٤ منزلا في معسكر للاجئين في ليلة واحدة، كما كشفت وكالة الإغاثة عن ٢٣٠ جثة طُرحت في قبر جماعي في نفس المعسكر".

ويقصد معسكر رفح جنوب قطاع غزة آنذاك.

كما ينقل "إدوارد هودجين" رئيس القسم الخارجي في جريدة"التايمز البريطانية" تفاصيل أخرى عن نفس المعسكر، فيقول "وقد قال لي لاجئون أن هذا حصل "ويقصد تسوية ال ١٤٤ منزلا" انتقاما من إلقاء قنبلة يدوية واحدة على سيارة عسكرية إسرائيلية....".

واستمر هذا النوع من العقاب على مدار سنوات، وصولا إلى الانتفاضة الشعبية عام ٨٧ وتكسير عظام أطفال الحجارة كعقاب جماعي، وصولا إلى يومنا هذا وما حصل بعد هجوم السابع من أكتوبر/٢٠٢٣ على مستوطنات الغلاف كضربة استباقية من الفصائل الفلسطينية حين كشفت استخبارات القسام عن مخطط للعدو الصهيوني يتضمن اجتياح القطاع وإعادة احتلاله.

وقد قام هذا العدو خلال العام وقرابة النصف بتسوية غزة بالأرض، وارتكب المجازر التي وصلت حد الإبادة الجماعية الممنهجة كعقوبة كان  الهدف منها تهجير أهل الشمال خاصة، من شمالهم وتوسيع حدود دولة الشتات.

غير أن ما نزل بعصابات الاحتلال على يد المقاومة الباسلة من خسائر على جميع المستويات، دفع دولة الاحتلال للذهاب إلى هدنة مع حركة حماس دخلت حيّز التنفيذ صباح ١٩/يناير/٢٠٢٥. فما كان من جيش الاحتلال إلا أن وجه عصاباته نحو الضفة الغربية بتحريض من "سموتريتش" وزير المالية اليميني المتطرف الذي يطالب بكل شبر من أرض فلسطين لإقامة "الدولة اليهودية النقية". ويُذكر أنه رفض الهدنة رفضا قاطعا، فقدم له "بنيامين نتنياهو" الضفة الغربية كقطعة شوكولاتة، ليضمن بقاءه في الحكومة.

فأطلق العنان المستوطنين الذين تم تدريبهم وتسليحهم مسبقا ليعيثوا فسادا في مدن وقرى الضفة الغربية تحت حماية الجيش.

وقد أطلق حملة تحت اسم "السور الحديدي" وقال عنها "ستكون حملة قوية ومتواصلة ضد عناصر الإرهاب ومنفذيه لحماية الاستيطان والمستوطنين".

وقد بدأت الحملة العسكرية بالفعل على مخيم جنين، وبدأت التعزيزات العسكرية بالدخول إلى المخيم برفقة عدد كبير من الجرافات.

وأضاف "سموتريتش" قائلا "بعد غزة ولبنان بدأنا اليوم تفسير مفهوم الأمن في الضفة الغربية، وبمعركة للقضاء على الإرهاب في المنطقة، وذلك ضمن أهداف الحرب التي أضيفت في اجتماع "الكابينيت" يوم الجمعة الماضي بناء على طلب الصهيونية الدينية".

وبحسب مراسل القناة ١٢ العبرية"نير دافوري" " كانت العملية في جنين مخطط لها قبل عدة أشهر. وتنطلق الآن بعد أن فشلت أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في تحقيق الإنجازات المتوقعة، وبعد وقف إطلاق النار في لبنان وغزة الذي يسمح بتوجيه الانتباه إلى هذه الجبهة". ويقصد الضفة الغربية.

وقد باشرت قوات العدو بتاريخ ٢١/يناير/٢٠٢٥ بقصف مخيم جنين من البر والجو، ارتقى على إثرها عدد من الشهداء وأصيب العشرات.

بالإضافة إلى ما يحصل يوميا من احتجاز آلاف المواطنين في الشوارع على الحواجز في محافظات الضفة الغربية وخاصة الخليل ورام الله والبيرة ونابلس، هو ضمن العقوبات الجماعية التي تنزلها دولة الاحتلال بالشعب الفلسطيني. وقد أقامت قبل أيام حوالى ٨٩٨ حاجزا وبوابة عسكرية. والرقم في ازدياد بشكل يومي.

وهنا لا بد أن نستذكر اجتياح الضفة الغربية عام ٢٠٠٢ التي أطلق عليها الاحتلال اسم "الجدار الواقي". وهي عملية عسكرية طالت كافة قرى ومدن ومخيمات الضفة الغربية. غير أن الجدار تهشم أمام المقاومة وقتها، وخرجت عصابات العدو تجر أذيال الخيبة خلفها.

واليوم ٢٠٢٥ ستسحقهم المقاومة كما سحقتهم في غزة بإذن الله وسيخرجوا كما خرجوا في ٢٠٠٢ وسينهار جدارهم وينقلب حديدهم ترابا وستبقى عقوباتهم الجماعية وصمة عار ووسيلة المهزوم.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة