بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا
نصت ما أطلق عليها "وثيقة الاستقلال" لدولة الاحتلال على أن "إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية". والحقيقة أن منذ قيامها لم تكن ديمقراطية، بدليل تصرفاتها التي تتسم بالعنجهية والتفوق والعنصرية، وأنها دائما فوق القانون ومحمية عند كل انتهاك لها من قبل بريطانيا ثم الولايات المتحدة وبقية الدول الإمبريالية.
غير انه وعندما اعتلى اليمين المتطرف سدة الحكم، أقر الكنيست قانونا تقطر منه العنصرية. وهو قانون "يهودية الدولة"، حيث تم تهميش ما تبقى من حقوق الفلسطيني الذي يعيش داخل حدودها.
واتضحت العنجهية الناتحة عن الشعور بالتفوق بشكل سافر أمام العالم بعد السابع من أكتوبر/٢٠٢٣ بعد الإرهاب الدموي الذي مارسته على قطاع غزة الضيق المكتظ بالسكان، من تدمير شبه كامل للبنى التحتية وتنفيذ عمليات الإبادة الجماعية بارتكاب مئات المجازر التي لم تتوقف إلى هذا اليوم حيث لا يفصلنا عن الذكرى السنوية لطوفان الأقصى سوى يومان.
وما يدل على عنجهيتها أيضا ما حصل من فرح وتوزيع للحلوى يوم اغتيال القائد الشهيد إسماعيل هنية، وحفلات الرقص والغناء التي اقامها قطعان المستوطنين على ساحات المسجد الأقصى يوم عملية تفجير البيجرات التي استهدفت عناصر من حزب الله. والنشوة التي أصابتهم حينما أعلن خبر اغتيال السيد الشهيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.
كما تتضح هذه العنجهية وشعورهم بالتفوق من خلال رفض الاعتراف بالهزيمة والإعلان عن الخسائر التي أنزلتها بهم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. وبعد الضربة الإيرانية الأخيرة ليلة الثاني من أكتوبر/٢٠٢٤ أقدمت دولة الاحتلال على التقليل من أهميتها فصرحت بأنها أضرار بسيطة. بالرغم من أنها في الحقيقة كانت كبيرة بعد ال ٢٥٠ صاروخ التي ألقيت على مناطق مختلفة من فلسطين المحتلة ما دفع بالملايين من المستوطنين إلى الملاجئ.
كما ترفض دولة الاحتلال الاعتراف بالخسائر المادية والبشرية التي أوقعتها عناصر المقاومة اللبنانية على الحدود مع شمال فلسطين.
لكن صحفهم فضحتهم عندما نقلت بعض تصريحات المسؤولين، فمثلا هذا "موشى دافيدوفيتش" رئيس منتدى خط المواجهة يقول "إسرائيل فقدت شمالها، هكذا هو الأمر".
فدولة الاحتلال لا زالت على عنجهيتها ونشوتها تلك التي اكتسبتها حين دحرت خمس جيوش عربية في ٤٨ بمساندة بربطانية وأمريكية وخيانات عربية.
زادت تلك النشوة وذلك الشعور بالتفوق بعد حرب ٦٧، التي ادعت وقتها أنها حرب وقائية ضد الدول العربية المشاركة، والحقيقة أن تلك الحرب كانت دولة الاحتلال قد خططت لها قبل سنوات من حدوثها بهدف توسيع رقعتها.
فأصابتها بعد الحرب عقدة التفوق وظلت ترافقها حتى يومنا. ورغم أن غزة الصغيرة المساحة قد هزمتها بشراسة مقاومتها ووقوف أهلها إلى جانبها. كما أن لبنان الصغيرة المساحة أيضا على طريق هزيمتها إلا أن "نتنياهو" قبل أيام وبعد عودته من نيويورك صرح قائلا بأن "إسرائيل تستطيع الوصول إلى أي مكان في العالم وضربه".
فإلى أين ستوصلها عنجهيتها وشعورها الدائم بالقوة ورفضها الاعتراف بأنها هزمت؟
ــــــــــــــــــــــــــــ
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..