• لبنان
  • الجمعة, تشرين الثاني 22, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 11:37:18 م
inner-page-banner
مقالات

الحرب على غزة ـ ليلة الثاني من أكتوبر والرعب الإيراني

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

كانت نظرية "الأمن العسكري" المرادفة لمصطلح "الأمن القومي" قد انهارت في دولة الاحتلال منذ السابع من أكتوبر 2023 أمام المقاومة الفلسطينية بقيادة القسام، حينما اقتحمت مستوطنات الغلاف بطوفان جاء كرد على الاحتلال من اغتصاب للأرض منذ 1948 وانتهاكات مكثفة ومخططات خبيثة أبرزها هدم المسجد الأقصى المبارك.

ودولة الاحتلال تعلم علم اليقين وتدرك منذ قيامها بأن أمنها القومي مهدد باستمرار، وأنها كدولة وشعب تتواجدان في خطر وجودي مزمن. وهذا أمر طبيعي لدولة قامت على أنقاض شعب آخر شرعي، صاحب حق في الأرض.

لذلك فهذه الدولة تعيش صراعا دائما. وهذا الصراع ليس له علاقة بخوفها من جيوش الدول العربية، ذلك لأن تلك الأنظمة طبعت منذ أول عملية "سلام". واليوم يزداد عدد الركاب في قطار التطبيع العلني.

غير أن ذلك الصراع ناتج من شعورها بتلك الحالة بالخطر الكياني من الشعوب العربية التي في الحقيقة ترفض وجودها على أرضها. والشعوب أبقى وأدوم من الأنظمة. والدليل أن الذي نفذ عملية طوفان الأقصى وأصاب أمنها في مقتل هو بالتأكيد ليس نظاما إنما هي مقاومة خرجت من الشعب الفلسطيني وساندتها مقاومة أخرى أيضا خرجت من الشعب وهو اللبناني وأخرى من اليمن والعراق.

وسيمتد الخروج من بقية الشعوب العربية وحتى لو كان فرديا حتى ينقلب جماعيا بإذن الله. والدليل ما فعله شهيد الاردن وشهيد تركيا وشهيد مصر.

الطوفان صنع الكثير فالمقاومة على كافة المحاور عملت مجتمعة على خلخلة الأمن القومي لدولة الاحتلال. وبقائها إلى اليوم ليس بسبب نظرياتها الأمنية العسكرية التي أسست لها طيلة عقود، إنما هي الولايات المتحدة والدول الغربية الداعمة التي تساندها وتحافظ على وجودها، والفضل كل الفضل يعود لقواعد تلك على أراضينا العربية. قواعد العار الذي بات مرافقا لنا وخاصة بعد استخدام هذه القواعد لتدمير العراق واليمن وغيرها. واليوم تنطلق من هذه القواعد الطائرات التي تحمل الموت لأهلنا في غزة ولبنان.

وازداد عارنا ومرارتنا بعد عمليات الاغتيال التي ارتقى خلالها الشيخ صالح العاروري والقائد اسماعيل هنية وشهداء عملية البيجرات الجبانة، وكان الاغتيال الأخير الذي طال السيد حسن نصر الله هو القشة التي قصمت ظهر البعير.

فجاءت ليلة الثاني من أكتوبر كليلة عيد لأهل غزة ولبنان وفلسطين وأحرار العالم. جاءت لتثبت أن لا أمن لدولة الاحتلال في عالمنا.

حيث بدأ النصر حين نفذ شابين فلسطينيين عملية إطلاق نار في "تل أبيب" ويافا بأسلحة رشاشة، أدت إلى سقوط عدد كبير من الجرحى والقتل. بين صفوف المستوطنين. تلتها بوقت قصير الضربة الإيرانية، حيث أطلقت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أكثر من 250 صاروخا بالستيا بعضها من نوع فتاح فخر الصناعة الإيرانية وصاروخ شهاب،خلال نصف ساعة دفعت بالملايين الذين رقصوا بالأمس القريب على جراحنا إلى الملاجئ مذعورين، يصرخون.

كما نفذت في الوقت نفسه كتائب القسام واليمن وحزب الله عمليات ضد الاحتلال بحيث كانت أرض فلسطين المحتلة تحت القصف.

فأين هو التفوق في موازين القوى؟ وأين هي القوة الكامنة وقوة التحطيم التي تتبجح بها دولة الاحتلال؟

وهل حسم "بنيامين نتنياهو" المعركة من خلال المجازر التي ارتكبها جيشه ولا زال؟ وهل حسم المعركة من خلال عمليات الاغتيالات التي اشتغل عليها منذ بداية الحرب؟

هل احتل غزة ولبنان؟

ومن هنا فإن كانت دولة الاحتلال ومن يقف خلفها قد تمكنت من إخضاع أنظمة البلاد العربية فإنها حتما لن تتمكن من إخضاع الشعوب مهما فعلت ومهما خططت. وأنها مهما أحرزت من انتصارات منذ بداية قيامها فلن تحقق الأمن والاستقرار الذي تسعى إليه. فعندما خرجت منتصرة بعد حرب 1967 بفضل الدعم الأميركي، هل أمنت وجودها؟

الجواب لا وخاصة بعد طوفان الأقصى المبارك الذي قلب معادلاتها رأسا على عقب.

فلا بقاء لمحتل مستعمر والزوال قريب بإذن الله مهما تجبر هذا المحتل.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة