صيدا الحضارة والتاريخ

د. طالب محمود قرة أحمد ـ خاص بوابة صيدا

بوشر بإنشاء فندق طانيوس (صيدون) في عام 1945م في العِقار رقم 375 وسطاني، بملك بلدية صيدا. وقد اتُخذ القرار بإنشائه في جلسة المجلس البلدي المنعقدة بتاريخ 3/ 10/ 1945م برئاسة محافظ الجنوب آنذاك قؤاد صوايا، ويومها اتخذ المجلس قراراً بنقل اعتماد بمبلغ 45 ألف ليرة لبنانية لهذه الغاية وقد أُطلق على المشروع اسم "مشروع الكازينو البلدي".

في العاشر من أيار عام 1948م اتخذ المجلس البلدي برئاسة المحافظ الأمير عبد العزيز شهاب قراراً بتأجير الفندق والذي كان مؤلفاً  من عدة طبقات تحتوي على مستودع، ومطعم وبار وغُرفة لعب، واثنتان وأربعون غُرفة نوم مع توابعها. وسط حدائق وملاعب وبلاج بلغت مساحته الإجمالية حوالي ثلاثين ألف متر مربع، إلى السيد طانيوس الشمالي بمبلغ 25 ألف ليرة لبنانية لمدة تسع سنوات تبدأ في الأول من تموز 1948م ، وبناءً على عقد الإتفاقية المشار إليه فقد تم تغيير اسم الفندق إلى "فندق طانيوس الكبير".

وفي عهد طانيوس الشمالي عاش الفندق عصره الذهبي .

بتاريخ 1/ 9/ 1965م انتقل استثمار الفندق إلى "شركة صيدا السياحية" لصاحبها معروف الشعار وشركاه وذلك بموجب قرار المجلس البلدي برئاسة معروف سعد وببدل سنوي قدره 40 ألف ليرة لبنانية.

في السبعينات وخلال الأحداث اللبنانية تم احتلال الفندق من قبل المهجرين الذين بقوا فيه حتى إخراجهم منه عام 1986م وهو العام الذي تم فيه هدم الفندق.

يُحيط به من الشمال الملعب البلدي والحرج البلدي الملاصق لنهر الأولي (وقد أُزيل بعد عام 1982م)، ومن الشرق يحده شارع رياض الصلح وبساتين الحمضيات في سقي المدينة، وجنوباً يتداخل مع حديقة المدينة، وغرباً يتداخل مع مياه البحر. ويشمل الفندق ملعب تنس، ويحيط به سور معدني وأشجار خضراء.

كان هذا الفندق مصدر رزق كبير لصيدا والصيداويين، نظراً لحجم الحفلات التي كانت تُقام فيه خاصة وأنه استقبل أهم رجالات السياسة في العالم العربي من رؤساء وملوك وأمراء إضافة إلى مشاهير السينما والمسرح آنذاك وأبطال العرب والعالم.

هُدم الفندق عام 1982م وذلك بعد تعرضه للقصف الإسرائيلي العنيف أثناء الغزو الإسرايئلي للبنان عام 1982م.