بوابة صيدا
أثارت تصريحات السفير الأسترالي لدى إسرائيل، الدكتور "رالف كينغ"، جدلًا واسعًا بعد أن ربط بين تصاعد معاداة السامية في بلاده والاعتراضات المتزايدة على سياسات إسرائيل، مؤكدًا أن هذه الآراء "منتشرة إلى حد كبير". لكنه شدد في مقابلة مع "The Media Line" على أنه لا يحمّل الجالية المسلمة المسؤولية، رغم أنها باتت ثاني أكبر مجموعة دينية في أستراليا بعد المسيحية، وتشكل أكثر من 3% من السكان.
جاءت تصريحات كينغ على هامش فعالية تضامنية بين أستراليا وإسرائيل، حيث قال: "للأسف، هناك معاداة للسامية، وهناك أيضًا اعتراضات على سياسات إسرائيل، وهي آراء منتشرة على نطاق واسع". وأضاف: "بصفتي مواطنًا وممثلًا للحكومة، أشعر بأسف عميق لتصاعد هذه الظاهرة، وأعتقد أن معظم الأستراليين يشاركونني هذا الشعور".
وأكد السفير أن معاداة السامية "جريمة لا تُحتمل وتهديد خطير لديمقراطيتنا"، معربًا عن أمله في أن يسود الهدوء بعد انتهاء الحرب، وأن يتمكن جميع الأستراليين، بمن فيهم اليهود، من ممارسة شعائرهم والاحتفال بكرامة.
تضامن متبادل بعد الحرب
على خلاف الفعاليات السابقة التي كانت تُنظم غالبًا من قبل يهود الشتات لدعم إسرائيل، شهدت هذه المناسبة حضورًا لافتًا من إسرائيليين قدموا لدعم الجالية اليهودية الأسترالية. وقالت "سارة فانونو"، مبعوثة الصندوق القومي اليهودي في أستراليا، إن العديد من المشاركين جاءوا من مناطق متضررة من الحرب، بهدف التعبير عن امتنانهم ودعمهم.
وقالت الناشطة المجتمعية "موران دفير": "قبل 7 أكتوبر، كنا نأخذ بعضنا البعض كأمر مسلم به، لكن بعد الحرب، أصبح هناك فهم أعمق بأننا شعب واحد، وأن قلوبنا وعقولنا مع إسرائيل". وأضافت: "نحن في الشتات نتحمل تبعات ما يحدث داخل إسرائيل، سواء كان ذلك عن حق أو عن غير حق".
دفير، التي تتولى عدة مناصب قيادية في الجالية اليهودية الأسترالية، أكدت أن المجتمع يعمل بجد للدفاع عن إسرائيل وتفنيد "الأكاذيب والأساطير" المتداولة عنها، مشيرة إلى أن "الجالية الصهيونية في أستراليا قوية وفخورة جدًا".
معاداة السامية تتفاقم
أشارت فانونو إلى أن التضامن أصبح طريقًا ذا اتجاهين، مستذكرة كيف تواصل معها أستراليون يوم 7 أكتوبر للاطمئنان عليها، ثم لاحقًا تواصل معها إسرائيليون خلال الحرب مع إيران بعد حادث طعن في مركز تجاري في سيدني، حيث يقع مكتب الصندوق القومي اليهودي.
وتزامنت الفعالية مع تصاعد مقلق في معاداة السامية في أستراليا، حيث شهدت البلاد مؤخرًا تظاهرة نازية أمام برلمان ولاية نيو ساوث ويلز. وقال المدير التنفيذي للصندوق القومي اليهودي في أستراليا، "دورون لازاروس": "شعرنا بالصدمة، خاصة أن التظاهرة وقعت في مكان أعاد فيه ناجون من الهولوكوست بناء حياتهم، معتقدين أنه أبعد ما يكون عن ألمانيا النازية".
وأضاف: "عبارة 'لن يتكرر أبدًا' أصبحت الآن واقعًا في أستراليا والعالم. اليهود يواجهون واقعًا جديدًا صعبًا، وأفضل وسيلة لمواجهة الكراهية هي تقوية الهوية اليهودية، وتعزيز الصهيونية، وقبل كل شيء، دعم إسرائيل".
انتقادات للحكومة الأسترالية
ورغم أن السفير كينغ شدد على أهمية التمييز بين انتقاد سياسات الحكومة الإسرائيلية ومعاداة السامية، إلا أن العديد من اليهود الأستراليين يحمّلون الحكومة مسؤولية تفاقم الوضع، ويتهمونها بمحاباة الناخبين المسلمين.
وقالت دفير: "لدينا حكومة عمالية، مثل نظيراتها في بريطانيا وكندا، لا تدعم إسرائيل فعليًا. إنها تلهث وراء الأصوات، ونحن أقلية صغيرة، بينما عدد المسلمين أكبر بكثير". وأضافت: "الحكومة تكرر عبارة 'لا مكان لمعاداة السامية في ملبورن أو سيدني'، لكن الواقع مختلف تمامًا. هناك مكان لمعاداة السامية، لأننا نعيشها يوميًا".
وأكدت أن "ثقافة التطبيع مع معاداة السامية" أصبحت منتشرة بشكل غير مقبول، مشيرة إلى أن ما يُقال ويُكتب اليوم لم يكن ممكنًا قبل عامين.
دعوات للقيادة والمقاومة
النائب العمالي السابق "توني لوبتون"، الذي حضر الفعالية في إسرائيل، قال إن حزبه تغيّر بشكل كبير، وأصبح "أسيرًا لسياسات الهوية والضغوط الانتخابية في غرب سيدني"، مضيفًا أن "غياب القيادة سمح بخروج المارد من القمقم".
ورغم تصاعد معاداة السامية وزيادة الاهتمام بالهجرة إلى إسرائيل، أكدت دفير أن الجالية اليهودية الأسترالية ليست مستعدة للتخلي عن وطنها. وقالت: "علينا أن نكون صامدين. لدينا الكثير من العمل، والمجتمع نشط جدًا. لا أعتقد أن الحل هو الهروب، بل المواجهة وتصحيح الأخطاء".
واتفق معها لوبتون، قائلًا: "علينا أن نقنع الأغلبية الصامتة في أستراليا بالوقوف إلى جانب الجالية اليهودية، ومعارضة موقف الحكومة، وإعادة ترسيخ القيم الأخلاقية التي لطالما ميّزت أستراليا".
(ذا ميديا لاين)
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..