• لبنان
  • الأربعاء, تشرين الثاني 05, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 2:22:56 م
inner-page-banner
الأخبار

تراجع الحافة العلمية الأمريكية: الباحثون يتجهون إلى الخارج

بوابة صيدا

عندما يبدأ العلماء الأمريكيون في اعتبار البيروقراطية الأوروبية بيئة أكثر أمانًا لأبحاثهم المتقدمة من مؤسسات بلدهم، فذلك مؤشر واضح على وجود أزمة.

فقد أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" هذا الأسبوع بأن المجلس الأوروبي للبحوث، الذي يموّل المشاريع الأكاديمية في الاتحاد الأوروبي، شهد ارتفاعًا كبيرًا في عدد الطلبات، بما في ذلك تضاعف عدد المقترحات المقدّمة من باحثين أمريكيين ثلاث مرات مقارنة بالعام السابق.

ورغم أن الولايات المتحدة لا تزال القوة العلمية الأولى عالميًا، فإن المنافسة الدولية تزداد حدة، وهو وقت بالغ الخطورة لتآكل تفوقها البحثي. وكما هو الحال مع العديد من مبادرات الرئيس دونالد ترامب، فإن محاولته لهدم ما اعتبره "جدارًا تقدميًا" حول الأوساط الأكاديمية الأمريكية — بدعوى تعزيز التنوع الفكري — بدأت بهدف مشروع، لكنها تعثرت بسبب الإفراط في التنفيذ.

فقد جُمّدت أو أُلغيت مليارات الدولارات من تمويل الأبحاث، غالبًا بسبب كلمات مفتاحية مثيرة سياسيًا مثل "النوع الاجتماعي"، "التحيّز"، أو "علوم المناخ". كما مارست الإدارة ضغوطًا على الجامعات لإعادة تشكيل مناهجها والتشدد في التعامل مع الاحتجاجات الطلابية. وفي ذروة هذه السياسات، أظهر استطلاع أن 75% من الباحثين الأمريكيين كانوا يفكرون جديًا في العمل خارج البلاد.

دول أخرى رأت في هذا الوضع "فرصة نادرة لاجتذاب العقول"، كما وصفها معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي. فقد أطلقت جامعة إيكس-مرسيليا الفرنسية برنامجًا بعنوان "ملاذ آمن للعلم"، استقطب نحو 300 طلب، معظمها من باحثين أمريكيين. كما خصصت المفوضية الأوروبية نصف مليار يورو لجعل القارة "ملاذًا آمنًا للعلماء".

الصين بدورها استغلت هذه السياسات لاستعادة علمائها ومهندسيها المولودين في الصين والعاملين في الولايات المتحدة، وهو هدف استراتيجي لطالما سعت إليه القيادة الشيوعية في بكين. إحدى الإعلانات المرتبطة بالأكاديمية الصينية للعلوم استهدفت صراحة "المواهب التي تم فصلها من المعاهد الأمريكية".

ورغم وجود شكوك حول مدى نجاح هذه الجهود في إضعاف المحرك العلمي الأمريكي بشكل جذري، فإن التهديد قائم. فالرغبة في الهجرة شيء، وتنفيذها شيء آخر، خاصة في ظل محدودية الفرص في المؤسسات الأجنبية.

لكن هذه الرياح المعاكسة قد تعرقل القوة الفكرية الأمريكية في وقت حرج، بينما تواصل الصين تسريع تطبيقاتها في مجال الذكاء الاصطناعي. والولايات المتحدة، التي استفادت لعقود من قدرتها على جذب أفضل العقول من حول العالم، لا يمكنها أن تتحمل فقدان بريقها الأكاديمي الآن.

(المصدر: الواشنطن بوست)

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة