الأخبار

بوابة صيدا

تناولت الصحافة الفرنسية اليوم، وخصوصاً صحيفة "لوريان لو جور"، الملف اللبناني بتحذير شديد، حيث تصف الوضع بأنه "فرصة أخيرة قبل كانون الأول / ديسمبر" وتحذر من أن الدبلوماسية تعمل "على سرير لبنان المريض" الذي يقف على حافة الانهيار أو الانفجار العسكري الشامل.

1. المحور الأول: التصعيد الأمني على الحدود

تشير التقارير إلى أن لبنان لم يعد يواجه مجرد اشتباكات متقطعة، بل تصعيداً خطيراً يؤكد تآكل قواعد الاشتباك القديمة:

اصطياد المسيّرات: أبرز ما ورد اليوم هو تأكيد قوات اليونيفيل إسقاطها طائرة مسيّرة استطلاعية إسرائيلية في جنوب لبنان. هذا الحادث يُعد مؤشراً خطيراً على تزايد التوتر والتصرف بـ "حالة تأهب قصوى" في المنطقة الحدودية.

اغتيال الكوادر: تزامن هذا التوتر مع تقارير عن مقتل 12 شخصاً في جنوب لبنان منذ الخميس، بينهم مسؤولان بارزان من حزب الله قُتلا يوم الأحد في غارات إسرائيلية. هذا النوع من الاستهداف يُصعّد من الضغوط على الحزب ويُنذر بردود فعل أكبر.

2. المحور الثاني: الضغوط الدبلوماسية غير المحدودة

تؤكد التحليلات الفرنسية أن هناك حراكاً دولياً مكثفاً لانتزاع تسوية قبل فوات الأوان، لكن هذا الحراك يأتي مصحوباً بتهديدات ضمنية:

رسالة واشنطن: كشفت الصحف عن أن المبعوثة الأمريكية أورتاغوس في طريقها إلى بيروت، حاملة رسالة مفادها: "صبر المجتمع الدولي ليس بلا حدود"، في إشارة إلى ضرورة معالجة قضية نزع سلاح حزب الله والقرار 1701.

الوساطة الإقليمية: يتزامن التحرك الأمريكي مع وجود مدير المخابرات المصرية، الذي يلعب دوراً حاسماً في محاولات تهدئة الجبهات وتثبيت وقف إطلاق النار الإقليمي، بما في ذلك الحدود اللبنانية.

رفض حزب الله: بالمقابل، تُشير الصحف إلى أن حزب الله يرفض هذه "الأوهام الدبلوماسية"، ويصر على أن مقاومته وسلاحه هما خط الدفاع، في إطار ما يُسميه "خطوط الانقسام العميقة" في المشهد السياسي الوطني.

3. المحور الثالث: الشلل السياسي الداخلي

تشدد الصحف الفرنسية على أن لبنان لا يواجه فقط تهديدات خارجية، بل "شللاً مؤسساتياً" داخلياً يُفقده القدرة على اتخاذ القرارات المصيرية:

خلافات دستورية: تبرز الخلافات حول الجلسات التشريعية، حيث تُشير بعض التقارير إلى أن "كتل الأغلبية" تعتزم الرد على "تعنُّت رئيس البرلمان نبيه بري"، مما يُهدد بتعطيل العمل التشريعي.

ضعف المؤسسات: أفادت مصادر للصحف بأن الجيش اللبناني يواجه "عجزاً لوجستياً متزايداً"، حيث يفتقر ما يقرب من 30% من قواته في الخطوط الأمامية إلى معدات الحماية الأساسية، مما يعكس فشل الدولة في دعم مؤسساتها الدفاعية والأمنية.

التحليل الفرنسي يرى أن لبنان عالق في حلقة مفرغة بين تصعيد عسكري وشلل سياسي، والدبلوماسية تعمل في "الفرصة الأخيرة" لوضع خطة إنقاذ قبل أن تجرّه التوترات الإقليمية إلى "انفجار" شامل وكارثي.

(المصدر: الصحف الفرنسية)