بوابة صيدا
(غابرييلا سويرلينغ ـ محررة الشؤون الاجتماعية والدينية في التلغراف)
كشف تقرير أن الحروب العالمية تدفع البريطانيين نحو اعتناق الإسلام.
وجد باحثون في "معهد تأثير الإيمان في الحياة (IIFL)" أن "الصراع العالمي" كان الدافع الأكثر شيوعاً الذي استشهد به المتحولون لاعتناق الدين الإسلامي. وقالوا إن هذا قد يدعم "الادعاءات واسعة الانتشار بارتفاع حالات التحول إلى الإسلام وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وغزة".
أجرى المعهد مسحاً شمل 2774 شخصاً مروا بتغيير في معتقداتهم الدينية – سواء بالتحول إلى الإيمان، أو تغيير المعتقد، أو التخلي عن الإيمان – ووجد أن الدوافع والنتائج تختلف بشكل حاد حسب الدين.
بالنسبة للمتحولين إلى الإسلام، كان الصراع العالمي (20%) والصحة العقلية (18%) هما أكثر أحداث الحياة التي ذُكرت كمساهمة في تحول المستجيبين إلى هذا الدين.
أما بالنسبة للمتحولين إلى المسيحية، كانت الفجيعة أو الحزن (31%) والصحة العقلية (23%) هي أكبر المحفزات.
وبالنسبة لأولئك الذين اعتنقوا الديانات الهندوسية أو البوذية أو السيخية، كانت العوامل الرئيسية هي الصحة العقلية (35%) والصراع (16%).
المتحولون يرون العالم "غير عادل بشكل متزايد"
ذكر التقرير أن "الافتراضات الإعلامية" التي تربط الاهتمام بالإسلام بالصراعات التي تؤثر على المجتمعات الإسلامية "قد يكون لها بعض الوزن". وأوضح التقرير أن المتحولين "يستشهدون بالصراعات العالمية المعاصرة وتصورات الظلم كعوامل لعبت دوراً في رحلتهم الإيمانية نحو الإسلام".
وأضاف التقرير: "قد يدعم هذا النمط التقارير الإعلامية التي انتشرت خلال أواخر عام 2023 وعام 2024 والتي حددت زيادة واضحة في حالات التحول إلى الإسلام في أعقاب حرب إسرائيل وغزة الأخيرة... إن النسبة العالية من المتحولين الأصغر سناً الذين يصفون العالم بأنه 'غير عادل بشكل متزايد' ويعبرون عن تشككهم في وسائل الإعلام قد يزيد من تأكيد هذا التحول نحو الإسلام الذي يركز على الأخلاق والعدالة... إن توقيت حالات التحول إلى الإسلام، إلى جانب ذكر أحداث عالمية مثل الحرب في مسيرة تغيير إيمانهم، وشعورهم بأن العالم يزداد جوراً، يشير إلى أن الافتراضات الإعلامية التي تربط الاهتمام بالإسلام بالصراعات العالمية التي تشمل المجتمعات الإسلامية قد تحمل بعض الوجاهة".
في المقابل، أشار التقرير إلى أن "تدفقاً ضئيلاً" نحو المسيحية ربما يكون قد نتج عن أشخاص يبحثون عن العزاء في أعقاب الخسائر المرتبطة بوباء كوفيد-19.
مجتمع يزداد علمانية
تأتي هذه البيانات في الوقت الذي تكافح فيه كنيسة إنجلترا لجذب الشباب في مجتمع يزداد علمانية. ففي أحدث إحصاء سكاني، وجد مكتب الإحصاء الوطني (ONS) أن عدد المسيحيين أصبح يمثل أقل من نصف سكان إنجلترا وويلز لأول مرة في تاريخ التعداد.
أظهرت نتائج التعداد أن 46.2% من السكان (27.5 مليون شخص) وصفوا أنفسهم بأنهم "مسيحيون" في عام 2021. ويمثل هذا انخفاضاً بمقدار 13.1 نقطة مئوية من 59.3% (33.3 مليون شخص) في عام 2011. وعلى الرغم من أن "المسيحية" ظلت الرد الأكثر شيوعاً على سؤال التعداد حول الدين، فقد شهدت جميع الأديان الرئيسية زيادة على مدى السنوات العشر باستثناء المسيحية.
وخلص المعهد إلى أن النتائج تكشف أن بريطانيا لا تتجه نحو العلمانية بطريقة مباشرة، مشيراً إلى أن البلاد تشهد إعادة تشكيل للإيمان، وتحولاً بعيداً عن الهياكل المؤسسية الموروثة نحو أشكال من الدين أكثر فردية وقائمة على الممارسة وموجهة نحو الرفاهية، وأقل ارتباطاً بمجموعة من الالتزامات الجماعية.
ووجد أن التحول الأكبر كان بعيداً عن الدين المنظم، حيث أصبح 39% من المشاركين ملحدين. وتماشياً مع بيانات مكتب الإحصاء الوطني، وجد التقرير أيضاً أن المسيحية سجلت أكبر تدفق خارجي، حيث ترك 44% من جميع المستجيبين هذا الدين، عادةً نحو اللادينية بدلاً من التحول إلى دين آخر.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..