الأخبار

بوابة صيدا

تناولت الصحف البريطانية بقلق متزايد "سخونة" الوضع الميداني على الجبهة الجنوبية اللبنانية، مشيرة إلى مؤشرات قوية تلوح بـحرب واسعة، رغم محاولات التهدئة.

I. التصعيد الميداني

تتركز التقارير الميدانية على استمرار العمليات الهجومية الإسرائيلية في العمق اللبناني:

الاغتيالات الجوية: استمرار استهداف سيارات في بلدات جنوب لبنان، مما أدى إلى ارتقاء شهداء وإصابة آخرين. وتحديداً، أشار تقرير امس إلى استهداف مسيّرة إسرائيلية لسيارة في بلدة زوطر الغربية مساء الجمعة، مما أسفر عن سقوط ضحايا. وتُفهم هذه الهجمات على أنها عمليات اغتيال موجهة تستهدف قادة وعناصر لوجستية لـ"حزب الله" في عمق الجنوب.

الضربات العميقة والمناورات: تشير التقارير إلى غارات إسرائيلية متصاعدة لم تعد تقتصر على الشريط الحدودي الضيق، بل امتدت لتطال مواقع في البقاع والنبطية، حيث استهدفت "بنى تحتية لحزب الله" ومراكز تدريب ومصانع أسلحة. بالتوازي، أجرى الجيش الإسرائيلي مناورات واسعة النطاق قرب الحدود، تحاكي سيناريوهات الهجوم على منطقة الجليل، مما يزيد من مستوى الإنذار.

انتهاء "مناورة الجليل": بعض الصحف أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي أنهى "مناورة الجليل" التي استمرت أياماً، والتي تدربت فيها القوات على التكامل مع سلاح الجو للتعامل مع هجوم محتمل على المستعمرات الشمالية، وهو ما يُعتبر خطوة تمهيدية مقلقة.

II. التحذيرات الدولية والتحليل الجيوسياسي

أهم ما ركزت عليه الصحف في تحليلها للوضع هو التنبؤات والتحذيرات القادمة من دوائر غربية:

مصادر أوروبية قلقة: نقلت افتتاحية "النهار" اللبنانية، التي تابعتها الصحف الغربية، عن مصادر أوروبية قولها إن "ضربة إسرائيلية موسعة ضد لبنان قد تكون مسألة وقت فقط". هذه النبرة المرتفعة تزيد من المخاوف الدولية بشأن عدم القدرة على احتواء الجبهة.

إدارة أمريكية للتوازن (دور واشنطن): أشارت تحليلات في الصحف إلى وجود ضباط أمريكيين داخل مقر القيادة الشمالية في صفد الإسرائيلية، يتابعون العمليات "لحظة بلحظة". هذا التطور يُفسَّر بأن واشنطن انتقلت من دور الوسيط إلى "الشريك في إدارة التوازن"، وأن الضربات في لبنان تتم بـ"ضوء أخضر" أمريكي، بهدف "ضبط الإيقاع" العسكري، وليس بالضرورة العمل على وقف إطلاق النار.

دافع نتنياهو للحرب: نُقلت تحليلات عن دبلوماسيين عرب قولهم إنه "ليس مستبعداً هروب نتنياهو من المحاكمة إلى حرب" على جبهة لبنان، التي قد يراها فرصة لتشتيت الانتباه الداخلي.

III. الاحتدام الداخلي في لبنان

بالإضافة إلى التهديد الخارجي، أبرزت الصحف البريطانية "الاحتدام الداخلي" في المشهد السياسي اللبناني، حيث تتشابك التوترات الأمنية مع الخلافات الداخلية:

قضية نزع السلاح: يُشار إلى أن التصعيد الإسرائيلي يأتي بعد انقضاء مهلة أمريكية لم تسفر عن خطة تنفيذية واضحة لـنزع سلاح "حزب الله".

الخلافات السياسية: استمرار الجدل حول ملفات داخلية، مثل قانون انتخاب المغتربين.

باختصار، يرى المحللون في الصحافة البريطانية أن لبنان دخل مرحلة "إدارة الجبهة المشتعلة"، وسط ترقب واسع النطاق لسيناريو الحرب الشاملة التي أصبحت "ممكنة" في أي لحظة.