م. محمود بصراوي
شهدت شركة آبل واحدة من أكبر التراجعات في قيمتها السوقية خلال يومين فقط بعد الإعلان عن هاتفها الجديد iPhone 17، حيث فقدت ما يقارب 112 مليار دولار من قيمتها السوقية نتيجة هبوط السهم بنسبة تجاوزت 3%.
هذا التراجع أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء رد فعل الأسواق والمستثمرين، رغم الشعبية الكبيرة التي يحظى بها الآيفون عالميًا.
خيبة أمل المستثمرين
يتوقع المستثمرون دائمًا أن تكشف آبل عن ابتكارات ثورية مع كل جيل جديد من الآيفون. غير أن ما حمله iPhone 17 كان في نظر الكثيرين مجرد تحسينات تدريجية في الأداء والكاميرا والمعالج، دون أن يقدّم قفزة نوعية تُشعل السوق. هذا الإحباط انعكس مباشرة على ثقة المستثمرين في قدرة الهاتف الجديد على تحفيز المبيعات بشكل ضخم.
تشبع سوق الهواتف الذكية
العالم اليوم يشهد حالة تشبع في سوق الهواتف، إذ أصبح المستهلكون يحتفظون بأجهزتهم لفترات أطول بدلًا من الترقية السنوية. ومع تراجع معدلات النمو في الأسواق الكبرى مثل الصين وأوروبا، لم يعد من السهل على أي هاتف جديد – حتى لو كان من آبل – أن يغيّر المعادلة سريعًا.
المنافسة الصينية والعالمية
في الوقت نفسه، تقف آبل أمام منافسة شرسة من شركات مثل سامسونغ، شاومي، أوبو، إضافة إلى عودة هواوي القوية في السوق الصينية. هذه المنافسة تعني أن آبل قد تخسر حصة سوقية مهمة، خصوصًا في آسيا، حيث يبحث المستهلكون عن بدائل بأسعار أقل ومميزات قوية.
ضغوط الإيرادات والتوقعات المستقبلية
لا ينظر المستثمرون فقط إلى المنتج الجديد، بل إلى ما وراءه من أرقام وإيرادات مستقبلية. أي توقعات تشير إلى تباطؤ في المبيعات أو ضعف في نمو خدمات آبل (مثل متجر التطبيقات أو Apple Pay) تجعل السوق أكثر حذرًا. وبما أن آبل تُعد من أكبر الشركات في العالم، فإن أي إشارة سلبية تُترجم مباشرة إلى مليارات الدولارات من قيمتها السوقية.
عوامل اقتصادية عامة
إلى جانب كل ذلك، هناك مؤثرات خارجية مثل سياسات الفائدة الأمريكية وتقلبات الأسواق العالمية، التي تزيد من حساسية المستثمرين لأي خبر يتعلق بالشركات العملاقة.
الخلاصة
هبوط سهم آبل بعد إطلاق iPhone 17 لا يعني فشل الهاتف تجاريًا، بل يعكس الفجوة بين توقعات المستثمرين والواقع. فبينما يظل الآيفون منتجًا أيقونيًا يحافظ على مكانته في السوق، إلا أن تحديات الابتكار، والمنافسة، وتشبع السوق العالمي، تجعل الطريق أمام آبل أكثر تعقيدًا مما كان في الماضي.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..