م. محمود بصراوي
يقول باولو كويلو: "القارب يظل آمناً في الميناء، لكنه لم يُبْنَ لهذا الغرض"، وهذه العبارة تحمل بين طياتها رسالة عميقة عن معنى الحياة والسعي وراء الغاية. فالقارب مهما كان جميلاً ومتيناً، فإن بقاءه في الميناء لا يحقق الغرض الذي صُمم من أجله، بل يظل مجرد قطعة خشب أو معدن عائمة بلا روح. لكن حين يواجه الأمواج، ويخوض البحر، يظهر دوره الحقيقي وتتحقق رسالته.
الإنسان بين الراحة والمخاطرة
الإنسان يشبه القارب كثيراً. فكل واحد منا يجد راحته في "الميناء"، حيث الأمان، الروتين، والأرضية الثابتة. لكن المكوث الطويل هناك يحرمنا من النمو والتجربة. الحياة لم تُعطَ لنا لنعيشها في ظل الخوف من التغيير، بل لنبحر، نكتشف، ونجرّب حتى وإن واجهتنا العواصف. المغامرة ليست دائماً مريحة، لكنها الطريق إلى الإنجاز والمعنى.
متى نغادر الميناء؟
الخروج من منطقة الراحة قد يبدو صعباً، لكنه ضروري ليكشف لنا عن قدراتنا الحقيقية. تماماً كما لا يعرف القبطان مهارته إلا عندما يتعامل مع الرياح والتيارات، كذلك نحن لا ندرك قوتنا إلا حين نواجه تحديات الحياة. الأهداف العظيمة لا تتحقق بالركود، بل بالانطلاق نحو المجهول بثقة وإيمان.
الخلاصة
الحياة قصيرة لتُعاش في انتظار الأمان الدائم. القارب لم يُصنع للبقاء في الميناء، وكذلك الإنسان لم يُخلق ليعيش في حدود الراحة. فلنبحر نحو أحلامنا، نتحدى المجهول، ونعطي لوجودنا معنى حقيقياً.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..