المجتمع

م. محمود بصراوي ـ بوابة صيدا

العناية بالذات ليست رفاهية أو عادة مؤقتة نلجأ إليها عند التعب، بل هي أسلوب حياة ينعكس مباشرة على طريقتنا في التفكير وشعورنا تجاه أنفسنا. عندما نهتم بأنفسنا بصدق، نتحرر من الحاجة المستمرة إلى اعتراف الآخرين أو رعايتهم، ونجد في داخلنا سلامًا وطمأنينة تمنحنا الثقة التي نبحث عنها.

العناية بالذات.. خطوة نحو العمق

غالبًا ما نميل إلى إهمال ذواتنا لصالح إرضاء من حولنا، فنبحث عن التقدير والقبول خارجيًا. لكن العناية الحقيقية تبدأ من الداخل، حين نسمح لأنفسنا بأن نسمع احتياجاتها العميقة، ونمنحها الوقت والمساحة للتعافي والنمو.

إنّ تخصيص وقت للراحة، أو ممارسة هواية محببة، أو حتى التحدث مع النفس بصدق، كلها خطوات صغيرة لكنها تُعيدنا إلى مركز قوتنا الداخلية.

الثقة بالنفس نتيجة طبيعية

عندما نشعر أننا نولي أنفسنا الاهتمام الكافي، ينعكس ذلك على سلوكنا مع الآخرين. لا نعود بحاجة ماسة إلى إثبات قيمتنا من خلال كلمات المدح أو رضا المحيطين، لأننا ببساطة نكون قد أدركنا قيمتنا الذاتية.

هذه الطمأنينة لا يمكن أن تُمنح لنا من الخارج، بل تنشأ من رعاية صادقة تضع الذات في مكانها الصحيح.

كيف ندمج بينهما؟

• الاستماع للجسد والعقل: أخذ قسط كافٍ من النوم، ممارسة الرياضة، والتأمل.

• تنظيم الأولويات: عدم السماح للعمل أو التزامات الآخرين باستنزاف كل طاقتنا.

• التحدث بإيجابية مع الذات: استبدال النقد المستمر بكلمات دعم وتشجيع.

• التسامح مع الأخطاء: إدراك أن الكمال غير موجود، وأن التجربة هي الطريق للنمو.

الخلاصة

العناية بالذات ليست أنانية، بل هي حجر الأساس الذي تُبنى عليه الثقة بالنفس. وكلما اعتنينا بذواتنا بوعي، استطعنا أن نمنح من حولنا طاقة أفضل، وحبًا أصدق، ورعاية أعمق. فالثقة بالنفس لا تُصنع بالتصفيق الخارجي، بل تُزرع في الداخل عبر رحلة حب ورعاية متواصلة للذات.