عيسى يحيى ـ نداء الوطن
آن الأوان لسنة بعلبك الهرمل أن يتحرروا من سطوة الأحزاب سواء السنية أو الشيعية في اختيار شخصياتٍ لا تعبر عن طموحاتهم وتطلعاتهم، وأن يكونوا غب الطلب عند كل استحقاق من الانتخابات النيابية إلى البلدية والاختيارية.
أكثر من ستة وأربعين ألف ناخب سني في محافظة بعلبك الهرمل وفق الإحصاءات الأخيرة لانتخابات 2022، لم يترك لهم الخيار يوماً في اختيار من يمثلهم، منذ انتخابات العام 2000 وتقسيم البقاع إلى ثلاث دوائر، حيث كان "حزب الله" يختار المرشحين السنة "مقعدين سنيين من أصل عشرة مقاعد" حتى العام 2018، عند إقرار قانون الانتخابات الجديد القائم على النسبية. يومها تحالف "تيار المستقبل" مع "القوات اللبنانية" ونجحوا في كسب مقعد سني وآخر ماروني، لتحافظ "القوات" على المقعد عام 2022 ويخسر السنة مقعدهم ويعود الوضع إلى ما كان عليه، ويعود تمثيل السنة في بعلبك الهرمل إلى حضن "حزب الله" وبخلاف الإرادة السنية الجامعة.
خسارة المقعد السني عام 2022 لم تكن لتحصل لولا الانكفاء السني عن الاقتراع، وعدم تجاوز نسبة المقترعين 37 في المئة، بسبب كثرة المرشحين والطامحين للنيابة وصولاً إلى أكثر من مرشح ضمن البلدة الواحدة، ولعب بعض السنة المتخاذلين دوراً أقل ما يقال فيه أنه تآمري على الطائفة، عملوا فيه على حجز بطاقات الهويات مقابل مبلغ مادي، صب في مصلحة "الحزب". كذلك كانت الخسارة لغياب الرؤية الجامعة للسنة في بعلبك الهرمل، وتقديم مصلحة الطائفة على الشخصانية، ناهيك عن دور الأحزاب التي مثلت السنة في المنطقة.
تكمن المشكلة اليوم في السنة أنفسهم على امتداد بعلبك الهرمل ومختلف المحافظات اللبنانية، لا في "حزب الله" ومن اختار ليكون ضمن لائحته، ينتظرون دائماً الأحزاب على اختلاف طائفتها لتظهير شخصية تمثلهم، ولم يكن يوماً لديهم عامل المبادرة بتقديم شخصية تمثل تطلعاتهم وطموحاتهم متخطين الاعتبارات كافة، بل تأخذهم الحساسيات العائلية تارةً، والمناطقية ضمن البقاع الشمالي طوراً، الأمر الذي يسهل خرقهم، ومعها بات الإحساس أن وجودهم بات غير مؤثر في قلب المعادلات والتوازنات في المنطقة. كذلك انعكس حرمان تمثيلهم الصحيح في الندوة البرلمانية على المطالبة بحقيبة وزارية بعيدة عن الحسابات التي قيل عنها في التوزير، ذلك التمثيل النابع عن قناعاتهم ويشدّ أزر مطالبتهم بأن يكون لهم وزير يعيدهم إلى حضن الدولة والطائفة إنماءً وفاعلية.
يبقى المطلوب أن يلعب السنة في بعلبك الهرمل دوراً ريادياً، عبر اختيار شخصيات تتحضر لخوض المعركة النيابية، بالتوازي مع دفع الناس نحو أعلى نسبة اقتراع في تاريخ المنطقة، بعيداً عن الجهة التي يمكن التحالف معها، وهو ما سيتم قذف اتهاماته لاحقاً والتصويب على تحالف السنة مع "القوات". ليبقى دور المرجعية الدينية والمثقفين ومن يتعاطون الشأن العام أساساً في هذه النقلة النوعية التي على السنة تبنيها، فالثابت بناء على كل التجارب الماضية أن قوتهم وحضورهم يستمدُ من ممارساتهم في المنطقة ومساندتهم لبعضهم لا من الأحزاب والزعماء في العاصمة وحولها.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..