• لبنان
  • الجمعة, تشرين الثاني 22, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 11:13:26 م
inner-page-banner
مقالات

الحرب على غزة ـ الولايات المتحدة تكذب

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

"الولايات المتحدة منزعجة للغاية من مقطع فيديو يظهر فيه جنودا إسرائيليين يلقون بجثث مسلحين من على سطح مبنى"

هذه افتتاحية لمقال نشر على الصحيفة العبرية "تايمز أوف إسرائيل" بتاريخ ٢١/سبتمبر/٢٠٢٤، حيث تناول المقال انزعاج الولايات المتحدة من فيديو يظهر فيه جنود الاحتلال وهم يقومون بإلقاء جثامين لثلاث شهداء كانوا قد اشتبكوا معهم في عملية تبادل لإطلاق النار في مدينة قباطية جنوب جنين في الضفة الغربية يوم الخميس الموافق ١٩/سبتمبر/٢٠٢٤.

وكانت القوة اليهودية من وحدة "دوفديفان" المستعربة قد استخدمت تكتيكا يعرف باسم "طنجرة الضغط" والذي يتضمن تصعيد حجم النيران الموجهة على المبنى لإجبار المقاوم الفلسطيني المطلوب على الخروج منه بحسب ما ورد في المقال.

لكن لنضع العملية وما صدر عن جنود الاحتلال من تصرف همجي ولا إنساني جانبا ونركز بما جاء في الافتتاحية من ردة فعل الولايات المتحدة التي انزعجت مما ظهر في الفيديو وأنها طالبت دولة الاحتلال بتحقيق كامل فيما إن كان الفيديو صحيح أم مفبرك لمحاسبة الفاعلين إن ثبت صحته.

وهنا لا يسعنا إلا أن نسأل، لماذا تكذب الولايات المتحدة وتدعي الإنسانية بسبب ذلك الفيديو ومشهد جثامين الشهداء التي ألقيت من على سطح المبنى وهي أي أمريكا، المتسبب الرئيسي بل والفاعل في إبادة أهلنا في غزة ومن قبلها في ليبيا واليمن والسودان وسوريا وغيرها؟ ومن منا ينسى العراق وسجن أبو غريب وما حصل به من فظائع.

الولايات المتحدة التي من المعروف بأنها لا تتحرك إلا لحماية مصالحها في المنطقة وحماية قواعدها. وإلا لما لم تتحرك ضد صربيا التي ارتكبت ما يشيب له الولدان في البوسنة والهرسك؟

الولايات المتحدة الأمريكية التي تعشق قتل وإبادة المسلمين، هي نفسها التي قتلت عشرات الآلاف من أهلنا في غزة ودمرت جنبا إلى جنب مع دولة الاحتلال البنى التحتية من ضمنها المساجد التي لا تريد للأذان أن يرفع على مآذنها لأن صوته يرهبها ويجعلها ترتجف وهي تستذكر خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي وسليمان القانوني وغيرهم من قادة المسلمين على مر التاريخ.

الولايات المتحدة التي تدعي الإنسانية اليوم ويزعجها مشهد إلقاء الشهداء هي نفسها التي زودت جيش الاحتلال بمئات الآلاف من الذخائر، من بينها قنابل خارقة للملاجئ بوزن طن للواحدة منها. زودتها لجيش الإرهاب يلقي بها على خيم بلاستيكية وقماشية فيرتكب المجزرة تلو الأخرى، وبعد كل مجزرة تنتشر مشاهد الأجساد المقطعة على مرأى منها ومن العالم وتصفق لها.

فلماذا لا تنزعج أم الإنسانية من تلك المشاهد المرعبة التي لا تستطيع شركات إنتاج الأفلام خاصتها أن تصل إلى مشهد واحد مواز  لها؟ وتأتي لتدعي انزعاجها من مشهد ذلك الفيديو؟

وكيف لها أن تنزعج وهي المحرض لذيلها الصهيوني ليستمر في الحرب، والتأكيد له بأنها ستبقى إلى جانبه في حال استمرت الحرب.

"وبايدن" عجوز النحس، لم يظهر انزعاجه اليوم وهو الذي اعتبر الحرب منذ بدايتها على الفلسطينيين هي حربه شخصيا، وأن ذيله مجرد أداة لتنفيذها؟

كيف له أن يكذب ويبدي انزعاجه وقد كان في بداية الحرب أول الواصلين والمشاركين في جلسات "كابينت الحرب" لوضع خطط الحرب لإبادة الشعب الفلسطيني؟

كيف له أن ينزعج وهو الذي وقف مدافعا عن دولة الاحتلال حين قصفت مستشفى المعمداني نافيا أنها من قصفت؟ كيف وقد شد على يدها حينما دمرت مستشفى الشفاء وأكد ادعاءها بوجود غرفة عمليات للمقاومة الفلسطينية؟

إن "بايدن" يكذب والولايات المتحدة الأمريكية تكذب أيضا..فكيف لفيديو أن يوقظ إنسانيتها ولم يوقظها ما تسببت به من إبادة الآلاف من الأطفال والنساء.

غير أن الولايات المتحدة لا تمتلك الإنسانية في الأصل لنا كمسلمين وتمتلكها فقد عندما يتعلق الأمر بحشرة دهستها قدم مسلم.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة