• لبنان
  • الثلاثاء, تشرين الثاني 12, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 9:16:35 م
inner-page-banner
مقالات

الحرب على غزة ـ سياسة الضم الزاحف وإقامة "يهودا والسامرة"

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

شكلت فترة اعتلاء  "بنيامين نتنياهو" عام ١٩٩٦ سدة الحكم، بداية تأسيس المرجعية الدينية في حزب "الليكود" وتسييس الجمعيات اليمينية وربطهما بمشروع هيمنة اليمين على الحقل السياسي والاجتماعي في دولة الاحتلال.

كما أن هذه الفترة شكلت نهاية اتفاق "أوسلو" والأرضية لسياسة الضم الزاحف والتدريجي لسائر الأرض الفلسطينية.

كما أنها شكلت أيضا بداية تغلغل المستوطنين إلى صفوف حزب "الليكود". حيث يمكن اعتبارهم اليوم قوة مركزية ومؤثرة في صفوف الحزب.

والمتابع للأحداث بعد السابع من أكتوبر/٢٠٢٣ سيجد بأن هؤلاء المستوطنون يسيرون جنباً إلى جنب مع الجيش، يطبقون سياسة الضم.

فالجيش يلقي بالصواريخ المدمرة على خيام النازحين في غزة للتخلص من أكبر عدد من الشعب ألفلسطيني وإجبار البقية من أهلها على الهجرة وترك الأرض.

أما قطعان المستوطنين فيقومون بتنفيذ هذه السياسة في مناطق "ج" وهي إحدى مناطق الضفة الغربية المنصوص عليها في اتفاقية "أوسلو الثانية". حيث تشكل حوالى ٦١% من أراضي الضفة الغربية. ومن المعروف بأن دولة الاحتلال تسيطر على الجوانب الأمنية والإدارية والقانونية فيها. كما تسيطر بشكل صارم على البلدات والبناء والتنمية الفلسطينية وتحرم الفلسطيني فيها من أية وسيلة قانونية لبناء المنازل، كما أنهم يواجهون بشكل متواصل التهديد بعمليات هدم منازلهم.

فيقوم هؤلاء المستوطنون بممارسة أعمال العنف مع سكان تلك المناطق، من اقتحامات وقتل وتكسير سيارات وسرقة الممتلكات، بالإضافة إلى ما يقومون به من أعمال همجية من حرق للحقول وقطع لأشجار الزيتون، والأخطر من بين هذه الاعتداءات ما يقومون به من اقتحامات متكررة للمسجد الأقصى وإقامة طقوسهم الخرافية التلمودية بشكل علني وسافر.

والهدف مما يقوم به هؤلاء مع جيش الاحتلال هو واحد. وهو تحقيق تلك السياسة أي سياسة الضم الزاحف، وإقامة ما يطلقون عليها مملكة "يهودا والسامرة" والتي تعتبر بحسب مزاعمهم جزء من دولتهم "إسرائيل الكبرى".

وما استرعى انتباهي أحد الفيديوهات الذي وثق جانبا من اقتحام أسراب من المستوطنين ليلة ١٢/سبتمبر/٢٠٢٣ منطقة عورتا قرب نابلس يطالبون بإحياء مملكة "يهودا والسامرة". وفيديو آخر تظهر فيه النيران وهي تلتهم المسجد الأقصى وقبة الصخرة نشرته ما تسمى بمنظمة "نشطاء جبل الهيكل" الاستيطانية وعلقت عليه: "قريبا في هذه الأيام" وقبلها بأيام طالت اقتحاماتهم الخليل وغيرها من مدن الضفة الغربية.

والجدير بالذكر أن هذه الاقتحامات تتم تحت حماية من جيش الاحتلال.

فاليوم "نتنياهو" المخادع الكاذب صاحب الرؤية قصيرة المدى تحركه أطماعه في الحفاظ على كرسيه وبدعم من حاخامات بلحى يكمن أسفلها الشر والمخططات الشيطانية التي تحاك للقضاء على الإسلام.

فمتى تستيقظ الأمة من نومها الذي طال وتتحرك لحماية مسجدها ومسرى نبيها مما يكيد له أعداء الدين؟ متى ننفض عنا غبار الصمت والخنوع فاتحون مهللون، تسابقنا ملائكة الرحمن إلى صوت بلال يصدح في مآذن مساجدنا المباركة.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة