• لبنان
  • الجمعة, تشرين الثاني 22, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 11:37:38 م
inner-page-banner
مقالات

الحرب على غزة ـ فدائي من الأردن

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

هل ستكون حادثة اليوم المشرفة، القنديل الأول في سلسلة لقناديل أخرى ستضاء على طول مسافة ٣٣٥كم في القادم من الأيام؟؟

قرر اليوم الموافق الأحد ٨/سبتمبر من عام ٢٠٢٤ بطل من الأردن حمل على متن شاحنته أطنانا من الشرف والكرامة أن يفتتح يومه بتوزيع تلك الأطنان على معبر الكرامة حين أطلق ثلاث رصاصات على ثلاثة رؤوس نجسة يهودية من مسافة صفر، تلك المسافة الفارقة التي اخترعتها كتائب العز، كتائب القسام وصدرتها لأحرار العالم.

بطل اليوم تلقف الاختراع بمهارة وحفظها جيدا وطبقها باحترافية عالية على الثلاثة. غير أن يد غدرهم طالته قبل أن يكمل الرصاصات فارتقى بطلا شهيدا. وهو من المؤكد أنه ما أقدم على عملية كهذه إلا وكان طالب للشهادة، فحصل على ما أراد. والتحق بقوافل من سبقوه إلى السماء ممن سلكوا الطريق، التي سيسلكها غيرهم الكثير في القادم بإذن الله.

هي طريق التحرير، تحرير فلسطين ومقدساتها من دنس اليهود وآخر الصليبيين.

فهلا أخبرتنا يا شهيد عن مقعدك من الجنة، وكيف يبدو تاج الوقار، تاج الشهداء وياقوتته التي هي خير من الدنيا وما فيها؟

وهل عقدت النية للاستشهاد يوم الخميس أم الجمعة وهل ودعت أحبابك اليوم واستودعتهم لله قبل أن تمضي إلى طريق الجنة؟

 وهل وجدت ريحها وتنسمت عطورها أثناء المسير؟

أخبرنا أيها الشاهد والمشهود كيف تغلبت على الدنيا ومغرياتها وزخرفها وشهواتها؟

أيها الحي عند ربك، الفرح بما آتاك الله من فضله.

وكيف تبدو مشاعرك الآن وقد سارعت إلى مغفرة من ربك وجنة عرضها كعرض السماء والأرض؟

أخبرنا ولا تبخل علينا عن شوقك الظامئ، وكم من الدعوات دعوت الله ليرزقك نعمة الشهادة والتطهر من دنس الدنيا؟

حدثنا يا شهيد عن مضمار الجهاد الذي قررت اليوم أن تكون الأول فيه والفائز والبطل الهمام؟

فهل هو المضمار ذاته الذي يقدم فيه الإنسان أغلى ما يمكن أن يمتلكه.. الروح التي بين جنبيه.. هل هي الروح يا شهيد؟ تلك التي أردتها أن تكون القربان الأول على طريق تحرير فلسطين؟

فإذا كان كذلك، فما أجمل ما عقدت من بيع وما أعظمه من ربح.. وما أجملها من عطور هبت نحو فلسطين حين عانقت اولى قطرات دماءك أرض الرباط!

فيا أيها الشهيد المصطفى، المنتقى، هنيئا لك الشهادة والشرف والكرامة.. وهنيئا لك المكانة السامية السامقة التي لا تدانيها مكانة..

هنئيا لك غسيل وتكفين الملائكة لطهر جسدك.. فنعم المُغسّل ونعم المغسَّل.. والمكفِن والمكفَن. 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة