بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا
يعتبر اتفاق "مالطا" بين "ميخائيل غورباتشوف" والأمريكي "جورج بوش الأب" في ديسمبر/١٩٨٩ بداية انهيار الاتحاد السوفياتي.
وما يهمنا في هذا، أن أبرز ما تم الاتفاق عليه، تخلي الاتحاد السوفياتي عن مبادئه وتعهداته تجاه العرب المسلمين وذلك من خلال تقديم الدعم الكامل لدولة الاحتلال للسيطرة على الشرق الأوسط وإيقاع الهزيمة بالعرب المسلمين وخاصة قضية فلسطين.
وقد تعهد الاتحاد السوفياتي بتوفير السكان لدولة الاحتلال من خلال السماح بهجرة ثلاثة ملايين يهودي روسي، أما الولايات المتحدة الأمريكية فتعهدت بتكاليف إقامة هؤلاء وذلك بتقديم عشرة مليارات من الدولارات.
وكانت هذه الخطوة التي قامت بها الدولتين السبب في تصعيد عمليات السطو والنهب لأراضي الشعب الفلسطيني وتوسيع دائرة الاستيطان التي لم تتوقف حتى يومنا هذا.
وبعد ذلك الاتفاق المخزي بأربع سنوات وتحديدا يوم ١٣/سبتمبر/١٩٩٣ خلال حفل التوقيع على اتفاق السلام بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال في البيت الأبيض، ألقى وزير خارجية روسيا المدعو "كوزيريف" خطابا كان هدفه استرضاء يهود أميركا، جاء فيه "أنه شاهد في كابول وفي طاجكستان بروز التيار الإسلامي الإرهابي الذي يتهدد الشرق الأدنى" وقال بأن روسيا ستساهم في إحلال السلام في المنطقة تلك عن طريق خوض معركة واحدة ضد ما وصفه على حد زعمه "الإرهاب الإسلامي".
وقد دفع خطاب وزير خارجية روسيا وتصريحه الخطير في ذلك الحفل بالدكتور "ماني شتاينبرغ" الباحث الأكاديمي اليهودي بأنه "لا يمكن في أي ظرف من الظروف الحصول على تنازلات كهذه من الفلسطينيين إلا بسبب الدوافع والشعور لدى الفريقين الإسرائيلي والفلسطيني وهو أن لهما عدو مشترك واحد، هذا العدو هو "الإرهاب الإسلامي" المتمثل بجماعة حماس.
ومن هنا نستنتج من تصريحات الروسي واليهودي الخبيثة أن هدفهم واحد وهو القضاء على كل ما هو إسلامي وخاصة ما يتعلق بفلسطين. فعدوهم اليوم هو واحد وهي الحركة الإسلامية حماس التي نفذ جناحها العسكري القسام عملية طوفان الأقصى على مستوطنات غلاف غزة ردا على ما ترتكبه دولة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني على مدار عقود من تنكيل ونهب لأرض فلسطين والاعتداء على المقدسات.
فحماس اليوم مستهدفة لأنها تقاتل باسم الإسلام ولا عجب مما نسمعه من شيطنة لهذه الحركة بكافة الطرق والوسائل، ومن المعروف بأن الموساد نفذ عدد من الإغتيالات بحق قادتها منذ نشأتها وحتى يومنا هذا.
ومن هنا فإن ما تقوم به رأس الشيطان الولايات المتحدة وذيلها الصهيوني وبقية رؤوس الشيطان من شيطنة للإسلام وإلصاق تهمة الإرهاب به ليس بالأمر الجديد. فهؤلاء يدركون أن لا خطر عليهم وعلى خططهم الخبيثة إلا باجتماع العرب تحت راية الإسلام ووحدتهم.
وقد علمهم تاريخ أجدادهم الصليبيين بأن المسلمين حين يتوحدون فإن قوة العالم كلها لو اجتمعت بعدتها وعتادها لن تقدر عليهم.
لذلك لعبت الولايات المتحدة وذيلها وأعداء الدين منذ عقود طويلة على زرع الفتنة بين المسلمين بهدف ضرب بعضهم ببعض والعمل على إضعاف وحدتهم والاستفراد بهم عن طريق تفتيتهم وتمزيقهم إلى دول وحدود من خلال اتفاقية "سايكس بيكو" من أجل ضمان استكانة كل مزقة من مزق الثوب العربي لقرار القوي والمهيمن على القرارات الدولية وهي الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي لقرارات دولة الاحتلال التي تخطط مع الشيطان الأكبر للسيطرة على العالم من خلال السيطرة على القدس.
وهنا نذكر بما أصدرته المحكمة العليا في دولة الاحتلال يوم ٢٣/سبتمبر/١٩٩٣ قرارها الأسود الذي أعلنت فيه على مرأى ومسمع العالم العربي والإسلامي بأن "الحرم القدسي هو جزء من مساحة دولة إسرائيل وتسري عليه أحكام وتشريعات دولة إسرائيل.....".
والسؤال أنه حينما أصدرت المحكمة هذا القرار، هل تحرك أحد؟
طبعا لا لأن المسلمين أصبحوا كما أرادت الولايات المتحدة وصهاينة العالم أن يصبحوا. فهم ما بين متواطئ ومتخاذل ونذل وخائن. باعوا فلسطين بكراسي هشة، آيلة للسقوط على يد أحفاد صلاح الدين الأيوبي، يرددون مقولته التاريخية "إني لأستحي أن يراني الله مبتسما والمسجد الأقصى في أيدي الصليبيين".
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..