• لبنان
  • الجمعة, تشرين الثاني 22, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 11:50:01 م
inner-page-banner
مقالات

مستشرق إسرائيلي: يتحدث عن "دمار الهيْكليْن الأول والثاني" وأجواء دمار الثالث..

كتب المستشرق الدكتور يهودا بيلانغا (يعمل في قسم الشرق الأوسط بجامعة "بار إيلان") مقالا نشر اليوم في صحيفة "إسرائيل اليوم" اليمينية، بعنوان "بيت مُنقسم على نفسه لن يصمد". تحدث فيه عن "دمار الهيْكليْن الأول والثاني"، وأجواء دمار الثالث.." 

مما قاله:

"في 18 يونيو 1858، كان أبراهام لينكولن مرشحا لمجلس الشيوخ في ولاية إلينوي عن الحزب الجمهوري. في خطاب ألقاه حول الجدل الدائر حول العبودية، والذي عُرف لاحقا باسم "خطاب البيت المُنقسم"، تنبّأ بالمستقبل، حيث اندلعت بعد ثلاث سنوات الحرب الأهلية الأمريكية. قال حينها: (بيت مُنقسم على نفسه لن يصمد)".

"في الماضي، عانى الشعب اليهودي مرتين من الهزيمة والدمار، ما أدى إلى فقدان استقلاله ونفيه. حدث ذلك مرتين بسبب قيادة كانت ضعيفة، قصيرة النظر، وفاشلة. في المرة الأولى، كانت القيادة متعجرفة ومتعالية، وفي بداية أيام الهيكل الأول، لم تتمكّن من الحفاظ على وحدة الأمّة، ما أدى إلى انقسام الشعب إلى مملكتين: إسرائيل ويهوذا. رغم أن المملكتين تمكّنتا من الصمود وازدهرتا أحيانا بشكل منفصل، إلا أن سقوطهما كان مسألة وقت فقط، حيث كانتا تتصارعان باستمرار، وعانتا من عدم استقرار داخلي".

"المرة الثانية، التي تعافينا منها فقط بعد حوالي 2000 عام (يقصد إنشاء الكيان الحالي)، كانت في دمار الهيكل الثاني. العبارة المعروفة لحاخاماتنا تقول: "الهيكل الثاني دُمِّر بسبب الكراهية المجانية". بهذه الكلمات لخّص الحاخامات كامل الصدمة، لكنها كانت تتألف من مجموعة من التفاصيل. سقوط مملكة يهوذا والقدس كان نتيجة مباشرة لانهيار القيادة والانقسام الذي كان يسود الشعب في ذلك الوقت. تحوّل منصب الكهنة إلى مسألة سياسية، حيث كانت المناصب تُشترى بالمال. الفساد انتشر في كل مكان. انشقاقات كبيرة حدثت بين أجزاء الشعب بسبب التباينات الطبقية. وظهرت طوائف دينية جديدة باستمرار، وتبعتها حروب داخلية".

"في هذا السياق، نجد رأيا مثيرًا للاهتمام لـ"ابن ميمون" (الفيلسوف اليهودي الشهير 1138-1204م) في رسالته إلى حكماء مونبلييه، حيث أوضح أن سبب الدمار هو أن الشعب في تلك الفترة "لم يتعلّم فنّ الحرب ولا فتح البلاد"، ما يعني أن أجدادنا لم يتعلموا فنون الحرب. كل هذه التفسيرات، كما قال الحاخام يوناتان زاكس، صحيحة، لكنها تنبع من أصل واحد: في غياب القيادة الفعالة، ينمو الانقسام. "عندما يكون هناك نزاع داخلي، تضيع الطاقة ولا توجد استراتيجية موحّدة. الهزيمة لا مفرّ منها". وبالفعل، الانقسام الداخلي أكل الشعب في الأسابيع التي سبقت الدمار في التاسع من آب".

"الانقسام كان كبيرًا لدرجة أن الرومان وقفوا على الجانب ونظروا إلى القدس بدهشة ممزوجة بالفرح. "دخول المدينة في لحظاتها الأخيرة سيوحّد اليهود ضدنا".. هكذا قالوا في أنفسهم. "دعوا نار الشقاق تأكلهم"؛ أضاف القائد الأعلى أدريانوس. "لقد أصابتهم لعنة رهيبة، حرب أهلية. من الأفضل لنا أن نشاهدهم من بعيد ونبقى هادئين، بدل التدخل في صراع بين أناس يسيرون نحو الموت، يقاتلون بروح الجنون. في الوقت الذي نعطيهم فيه فرصة، سيخنقون بعضهم البعض في حرب أهلية...". طوال ذلك الوقت لم يقم شخص واحد، قائد واحد، بمحاولة وقف ذلك الجنون".

ختم طبعا بدعوة قومه إلى الحوار لأجل الوحدة، قائلا: "وإلا فنحن نلعب لصالح أعدائنا الذين يحاولون تفكيكنا من الداخل، ونقع مرة أخرى، لا سمح الله، في أيديهم كثمار ناضجة". (انتهى).

(ياسر الزعاترة)

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة