مقالات

رأي الموقع ـ خاص بوابة صيدا

اغتيال قائد أركان حزب الله "هيثم علي طباطبائي" بغارة إسرائيلية، وما تبعه من تصريح البيت الأبيض بتأكيد "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، يعكس بوضوح "الاصطفاف الأمريكي التقليدي خلف إسرائيل"، لكنه في الوقت نفسه يفتح الباب أمام عدة دلالات سياسية وإقليمية. 

1. الرسالة الأمريكية لإسرائيل: تصريح المتحدثة باسم البيت الأبيض، حتى من دون تأكيد مباشر أن الرئيس ترامب ناقش العملية، يهدف إلى "تثبيت الغطاء السياسي والدبلوماسي لإسرائيل" في أي تصعيد ضد حزب الله. هذه الرسالة تمنح تل أبيب هامشًا واسعًا للتحرك عسكريًا مع ضمان أن واشنطن ستقف خلفها في المحافل الدولية. 

2. الضغط على حزب الله ومحور المقاومة: من الناحية العملية، الموقف الأمريكي يضع حزب الله أمام معادلة صعبة: أي رد واسع على إسرائيل قد يُفسَّر كتصعيد ضد "حليف مدعوم أمريكيًا"، ما يزيد من المخاطر السياسية والعسكرية. هذا يعزز استراتيجية إسرائيل القائمة على "الاغتيالات النوعية" لإضعاف الحزب، مع ضمان أن أي رد سيُواجَه بغطاء أمريكي كامل. 

3. انعكاسات على لبنان والمنطقة 

- لبنان داخليًا: الموقف الأمريكي يفاقم الضغوط على الدولة اللبنانية التي تعاني أصلًا من هشاشة سياسية واقتصادية، ويزيد من عزلتها إذا تحولت أراضيها إلى ساحة مواجهة مفتوحة. 

- إيران وحماس: الرسالة الأمريكية موجهة أيضًا إلى طهران وغزة، بأن واشنطن لن تتسامح مع أي تصعيد ضد إسرائيل، وأنها ترى في استهداف قادة حزب الله جزءًا من "الدفاع المشروع". 

- المعادلة الإقليمية: هذا الموقف يعزز الانقسام بين محور المقاومة والدول الغربية، ويجعل أي وساطة أو تفاوض أكثر تعقيدًا. 

بالمحصلة، تصريح البيت الأبيض ليس مجرد موقف بروتوكولي، بل هو "إشارة سياسية واضحة" بأن واشنطن ستمنح إسرائيل الغطاء الكامل في استراتيجيتها ضد حزب الله. و هذا يضع الحزب أمام تحدي الحفاظ على صورته وهيبته من دون الانجرار إلى مواجهة شاملة قد تكون مكلفة للبنان والمنطقة. وفي المقابل، يعكس الموقف الأمريكي استمرار سياسة "التحالف غير المشروط" مع إسرائيل، حتى في أكثر العمليات حساسية.