بوابة صيدا
في الوقت الذي تترسخ فيه ببطء خطط الولايات المتحدة لمستقبل قطاع غزة، تعمل حركة حماس على توسيع سيطرتها على الأرض، حيث بدأ السكان يشعرون بوجودها مجدداً في جوانب الحياة اليومية، بحسب ما أفاد به سكان من غزة. هذه التحركات تثير شكوكاً لدى الأطراف المنافسة حول ما إذا كانت الحركة ستتخلى عن سلطتها كما وعدت.
بعد بدء وقف إطلاق النار الشهر الماضي، سارعت حماس إلى إعادة تثبيت قبضتها على المناطق التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية، حيث نفذت إعدامات لعشرات الفلسطينيين بتهمة التخابر مع إسرائيل، أو السرقة، أو ارتكاب جرائم أخرى. وبينما تطالب القوى الخارجية بنزع سلاح حماس وتركها للحكم، لم يتم الاتفاق بعد على من سيحل محلها.
فرض رسوم ومراقبة الأسعار
أفاد نحو 12 من سكان غزة بأنهم بدأوا يشعرون بسيطرة حماس بطرق أخرى، إذ تراقب السلطات كل ما يدخل إلى المناطق التي تسيطر عليها الحركة، وتفرض رسوماً على بعض السلع المستوردة من القطاع الخاص، بما في ذلك الوقود والسجائر، كما تغرّم التجار الذين يتهمون بالمغالاة في أسعار السلع، وفقاً لإفادات 10 من السكان، ثلاثة منهم تجار لديهم معرفة مباشرة.
من جهته، نفى إسماعيل الثوابتة، رئيس المكتب الإعلامي لحكومة حماس، صحة التقارير التي تتحدث عن فرض ضرائب على السجائر والوقود، مؤكداً أن الحكومة لا تفرض أي ضرائب جديدة.
محللون: حماس تسعى إلى التمترس
أكد الثوابتة أن السلطات تقوم فقط بمهام إنسانية وإدارية عاجلة، وتبذل "جهوداً مضنية" للسيطرة على الأسعار. وجدد استعداد حماس لتسليم السلطة لإدارة تكنوقراطية جديدة، قائلاً إن الهدف هو تجنب الفوضى في غزة، وأن "هدفنا هو أن تسير عملية الانتقال بسلاسة".
لكن خبراء يرون أن تحركات حماس تهدف إلى إظهار أنها لا يمكن تجاوزها. وقال "غيث العمري"، الزميل البارز في معهد واشنطن، إن "كلما طال انتظار المجتمع الدولي، زادت سيطرة حماس وترسخت".
واشنطن تشدد: حماس "لن تحكم"
في ردها على تقارير السكان بشأن فرض حماس لرسوم على بعض السلع، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "هذا هو السبب وراء عدم قدرة حماس على حكم غزة ولن تحكمها".
وأشارت المتحدثة إلى أن تشكيل حكومة جديدة في غزة يمكن أن يتم بمجرد موافقة الأمم المتحدة على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مضيفة أن هناك تقدماً في تشكيل القوة الأمنية متعددة الجنسيات.
وفي المقابل، تؤكد حماس على استمرارها في العمل:
استمرار دفع الرواتب: استمرت سلطات حماس في دفع رواتب موظفيها خلال الحرب، على الرغم من خفض أعلى الأجور وتوحيدها إلى 1500 شيكل (حوالي 470 دولاراً) شهرياً، بحسب مصادر مطلعة.
ملء الشواغر القيادية: قامت سلطات حماس بتعيين حكام إقليميين جدد بدلاً من الأربعة الذين قُتلوا، كما تم استبدال 11 عضواً من المكتب السياسي للحركة في غزة قضوا خلال الأحداث.
وفي هذا السياق، قال الناشط والكاتب من مدينة غزة، "مصطفى إبراهيم"، إن حماس تستغل تأخير خطة ترامب "لتعزيز حكمها... وأعتقد أنها ستستمر حتى يتم تشكيل حكومة بديلة".
(المصدر: رويترز)
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..