الأخبار

كشف تقرير حصري لوكالة "رويترز" أن الاستخبارات الأمريكية حصلت على معلومات تفيد بأن محامين في الجيش الإسرائيلي حذروا من وجود أدلة تشير إلى ارتكاب جرائم حرب خلال العمليات العسكرية في غزة، وفقًا لما نقله مسؤولون أمريكيون سابقون. 

وبحسب التقرير، لم تُوزّع هذه المعلومات على نطاق واسع داخل الحكومة الأمريكية إلا في أواخر عهد الرئيس "جو بايدن"، قبيل إحاطة للكونغرس في كانون الأول / ديسمبر 2024، ما أثار قلقًا متزايدًا في واشنطن بشأن سلوك إسرائيل في حربها ضد حركة "حماس"، التي بدأت عقب هجوم 7 أكتوبر 2023.

المسؤولون الأمريكيون أعربوا عن قلقهم من أن إسرائيل قد تكون استهدفت المدنيين وعمال الإغاثة عمدًا، وهو ما تنفيه تل أبيب بشدة.

وتشير تقديرات وزارة الصحة في غزة إلى مقتل أكثر من 68 ألف فلسطيني خلال الحملة العسكرية، بينما تقول إسرائيل إن 20 ألفًا منهم كانوا مقاتلين.

الجدل داخل الإدارة الأمريكية بلغ ذروته في الأسابيع الأخيرة من ولاية بايدن، حيث ناقش مسؤولون من وزارات الخارجية والدفاع والمخابرات والبيت الأبيض تداعيات هذه المعلومات، وسط مخاوف من أن تصنيف إسرائيل كمُرتكبة لجرائم حرب قد يُلزم واشنطن بوقف الدعم العسكري والاستخباراتي.

ورغم الضغوط، خلص محامو الحكومة الأمريكية إلى أن الأدلة المتوفرة لا تُثبت نية إسرائيل في استهداف المدنيين، ما سمح باستمرار الدعم العسكري. لكن بعض المسؤولين السابقين انتقدوا هذا القرار، معتبرين أن الإدارة تجاهلت أدلة واضحة على الانتهاكات.

في السياق ذاته، أفاد التقرير بأن محامين في وزارة الخارجية الأمريكية أثاروا مخاوف منذ كانون الأول / ديسمبر 2023 بشأن انتهاكات محتملة للقانون الدولي الإنساني، لكنهم لم يصدروا تقييمًا نهائيًا، وهو ما اعتبره بعض المسؤولين "تساهلًا سياسيًا".

وفي أيار / مايو 2024، أصدرت الحكومة الأمريكية تقريرًا أشار إلى احتمال استخدام إسرائيل أسلحة أمريكية في انتهاك للقانون الدولي، لكنه لم يقدّم تقييمًا حاسمًا بسبب "ضبابية الحرب".

دوليًا، كانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت في تشرين الثاني / نوفمبر مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" ووزير دفاعه السابق، إلى جانب قائد "حماس" "محمد ضيف"، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

إسرائيل رفضت اختصاص المحكمة، فيما نفت "حماس" الاتهامات الموجهة إليها.

السيناتور الديمقراطي "كريس فان هولين" انتقد بشدة موقف إدارة بايدن، معتبرًا أن التقرير يكشف "نمطًا من التغاضي المتعمد عن استخدام الأسلحة الأمريكية في ارتكاب جرائم حرب بغزة".

وتواصل إسرائيل الدفاع عن حملتها العسكرية، مؤكدة أنها تستهدف "حماس" وليس المدنيين، وتقول إنها تحقق في نحو 2000 حادثة محتملة لسوء السلوك العسكري، بعضها ظهر في سياق قضية الإبادة الجماعية المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية.

(المصدر: رويترز)