الأخبار

بوابة صيدا

في أعقاب قمة شرم الشيخ التي عُقدت قبل يومين، تشهد الصحافة الإسرائيلية اليوم الأربعاء، 15 أكتوبر 2025، حالة من التفاعل السياسي المكثف، تعكس مزيجًا من الانتقادات الداخلية، والقلق الإقليمي، والانقسام حول مستقبل العلاقات مع الفلسطينيين والعرب.

أولًا: غياب نتنياهو عن قمة شرم الشيخ يثير عاصفة سياسية

الصحف الإسرائيلية، وعلى رأسها "يديعوت أحرونوت" و "هآرتس"، واصلت انتقادها لغياب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن قمة شرم الشيخ، رغم دعوة رسمية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

- المعارضة اعتبرت الغياب "إهانة دبلوماسية"، و"فرصة ضائعة لإعادة التموضع الإقليمي".

- بعض التحليلات ربطت الغياب بـ"خشية نتنياهو من مصافحة محمود عباس"، أو "رفضه الانخراط في أي مسار سياسي يُلزم إسرائيل بتنازلات".

هذا الغياب يُعيد طرح سؤال جوهري: هل تُفضّل إسرائيل إدارة الصراع على حله؟ وهل بات التطبيع هدفًا بحد ذاته، دون مقابل سياسي؟

ثانيًا: تصعيد في الضفة الغربية يعكّر أجواء التهدئة

في موازاة الحديث عن السلام، أفادت "تايمز أوف إسرائيل" بوقوع هجوم نفذه مستوطنون على بلدتين فلسطينيتين في الضفة الغربية، أسفر عن إصابة خمسة مدنيين.

- الحادثة أثارت موجة من الانتقادات داخل إسرائيل، خاصة من اليسار، الذي طالب بمحاسبة المعتدين.

- التوقيت يُثير القلق، إذ يأتي بعد يومين فقط من قمة "السلام والاستقرار"، ما يُضعف مصداقية التهدئة.

ثالثًا: خطاب ترامب في الكنيست... تطبيع بلا فلسطين

الرئيس الأميركي دونالد ترامب ألقى خطابًا أمام الكنيست الإسرائيلي، مدح فيه نتنياهو، وأشاد بالتعاون الإقليمي، لكنه تجاهل تمامًا الحديث عن مستقبل الفلسطينيين أو إعادة إعمار غزة.

- صحيفة "هآرتس" وصفت الخطاب بأنه "إعادة إنتاج لصفقة القرن"، حيث يُقدَّم الأمن والتطبيع على الحقوق السياسية.

- بعض أعضاء الكنيست عبّروا عن دهشتهم من اقتراح ترامب استئناف المحادثات مع إيران، ما اعتُبر خروجًا عن الإجماع الإسرائيلي.

رابعًا: انقسام داخلي حول اتفاق غزة

الحزب الاشتراكي الديمقراطي المرتبط بالأكاديمي ممداني أدان اتفاق وقف إطلاق النار، واعتبره "تثبيتًا للاحتلال"، مؤكدًا دعمه لـ"المقاومة الفلسطينية".

- هذا الموقف أثار جدلًا واسعًا، خاصة مع تصاعد الحديث عن إعادة فرض حماس سيطرتها على القطاع.

- الانقسام يُظهر هشاشة التوافق الداخلي حول مستقبل غزة، ويُضعف الجبهة السياسية الإسرائيلية.

خامسًا: أزمة بروتوكولية بين السلطات

رئيس الكنيست لم يدعُ رئيس المحكمة العليا ولا المستشارة القضائية للحكومة لحضور خطاب ترامب، ما أثار أزمة بروتوكولية اعتُبرت مؤشرًا على التوتر بين السلطات القضائية والتنفيذية.

- صحيفة "معاريف" اعتبرت أن هذا التجاهل "مقصود"، ويُعبّر عن تصعيد في الخلافات حول صلاحيات القضاء.

خلاصة تحليلية:

الصحافة الإسرائيلية اليوم تُظهر أن قمة شرم الشيخ لم تُغلق ملفات الصراع، بل فتحت أبوابًا جديدة للجدل الداخلي والتوتر الإقليمي. 

غياب نتنياهو، تصعيد الضفة، خطاب ترامب، والانقسام حول غزة، كلها مؤشرات على أن "السلام والاستقرار" لا يزال شعارًا بعيدًا عن الواقع.