• لبنان
  • الثلاثاء, تشرين الثاني 26, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 4:25:28 ص
inner-page-banner
مقالات

قراءة في جريمة اغتيال منسق القوات اللبنانية في جبيل..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات: حسان القطب..

يقول الشاعر عمر بن ابي ربيعة..

إذا جئتَ فامنح طرف عينيكَ غيرنا ..

لكي يحسبوا أن الهوى حيث تنظرُ..

مضمون بيت الشعر هذا الذي قاله الشاعر بن ابي ربيعة، قبل 1400 عام تقريباً ينطبق مضمونه على جريمة الاغتيال التي طالت منسق القوات اللبنانية في منطقة جبيل.. باسكال سليمان..

لذلك لا يجب ان تمر الجريمة دون التوقف عندها من حيث الاهداف والنتائج وبالشكل والمضمون.. اذ إن الجريمة الكاملة هي التي يتم تنفيذها في ظروف وتوقيت معين، كما تهدف الى اطلاق رسائل في اتجاهات محددة وقد تكون في اكثر من اتجاه، كما ان الجاني او المجرم، سواء كان شخص او فريق او حزب او جهاز.. إنما يهدف للاستثمار في تأثيرها وكذلك مراقبة تداعياتها..

ونتوقف هنا عند بعض الملاحظات..

إن توقيت الخطف والقتل، يتزامن مع ذكرى اندلاع الحرب الاهلية في لبنان 13/4/1975، مما يعني ان هناك من يريد تذكيرنا بامكانية اعادة اطلاق هذه الحرب لاسباب طائفية او مذهبية.. وجاء خطاب امين عام حزب الله نصرالله ليكمل مشهد التذكير بالحرب الاهلية.. التي لا يرغب اي لبناني في اعادة تكرار ظروفها ومشهدها وجرائمها.. وانعزال اللبنانيين عن بعضهم البعض..

ترسيخ ثقافة الخوف في المجتمع اللبناني بهدف رفع منسوب التوجهات الفيدرالية واللامركزية الموسعة والتي هي مطبقة بالفعل في بيئة حزب الله بدون اي معوقات.. او حتى مساءلة..

ونتوقف عند ما اعلنت عنه قيادة الجيش من أنّ خاطفيه قتلوه «أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا»..

مضمون البيان يؤكد ان جثة المغدور نقلت الى سوريا.. ولم يقتل في سوريا.. ولم يتكلف الخاطفون عناء نقل جثة الى دولة مجاورة اذا الدافع السرقة او طلب فدية او غيرها.. واذا كان المطلوب سرقة السيارة لماذا لم يتم ذلك.. بل بقيت السيارة في لبنان.. فقد سرقت الجثة وبقيت السيارة.. في تصرف عجيب وغريب وغير مألوف.. كما اشار عدد من المتابعين لهذه القضية.. أم ان المطلوب التأكيد والتثبيت على ان مرتكبي الجريمة من التابعية السورية.. ولهذا شهدنا ردة فعل غاضبة تجاه النازحين السوريين.. وهذا المشهد الغاضب والمنفعل الذي شاهدناه وما زلنا.. يتناغم مع مضمون بيت الشعر الذي ورد على لسان الشاعر عمر بن ابي ربيعة.. حيث ان المجرم الحقيقي الذي اتخذ قرار الخطف والقتل انما يدفعنا أن نوجه انظارنا الى من كان اداة الجريمة، لا الى من اتخذ القرار بالفعل....

إن هذه الجريمة، انما الهدف منها اطلاق وتوجيه رسائل للداخل كما للخارج..

خاصة مع احتدام المواجهة وخطر نشوب حرب على حدودنا الجنوبية مع اسرائيل الدولة المحتلة..

وكذلك مع حالة العجز الايراني وادواتها عن الرد عن اغتيال مجموعة من قيادات ايرانية في دمشق..

وايضا مع الكلام عن احتمال اعادة دور اللجنة الخماسية في تفعيل وساطتها لانتخاب رئيس للجمهورية واعادة احياء دور المؤسسات الدستورية.. خاصة وان الثنائي هو من يقود كافة المؤسسات دون منازع او تنازع او محاسبة ومساءلة بذريعة الفراغ وسد الشغور..

وسبق الاغتيال تفجير عبوة بالقوات الدولية في جنوب لبنان.. وكذلك الاعتداء على دوريات للقوات الدولية في قرى جنوبية ايضا..

رسالة الداخل، مفادها ان الاستقرار ممكن ان يهتز بأية لحظة..

ورسالة الخارج، تفيد بان لا ترفعوا من منسوب الضغط حتى لا ينفجر لبنان داخليا بين مكوناته المتوترة والقابلة للتضليل بلحظة غضب.. وحتى لا تتعرض القوات الدولية لاعتداءات من قبل مجهولين ..

لذلك المطلوب من قيادة القوات اللبنانية ضبط جمهورها.. ومحازبيها وعدم مكافأة الجاني الحقيقي على جريمته، بارتكاب ممارسات تخدم تغطية الجريمة وتأخذ الانظار والاتهامات الى مكانٍ آخر غير صحيح.. وبالتالي قراءة الوقائع والاهداف والتداعيات والخلاصات.. ووضع الحقائق بين يدي الجمهور بكل صراحة وموضوعية.. حتى لا تتكرر الجريمة ولا تتكرر الاخطاء.. ولا يفلت المجرم من العقاب او الفضح على الاقل..

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة