• لبنان
  • الخميس, أيلول 11, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 12:50:25 ص
inner-page-banner
مقالات

العدوان اسرائيلي بقرار اميركي..

حسان القطب

العدوان على دولة قطر اكد الطبيعة العدوانية التوسعية للكيان الصهيوني وان قادة اسرائيل لا يريدون السلام بل اخضاع العالم العربي والاسلامي.. وما تقوم به قطر من دور ايجابي في البحث عن حلٍ سياسي للقضية الفلسطينية ووقف الحرب على الشعب الفلسطيني لم تلق التقدير المناسب من قادة الكيان بل على العكس جاء العدوان الصهيوني ليؤكد ان الحل ليس هدفاً حقيقياً لادارة اسرائيل.. بل إن الحرب والعدوان والتصعيد العسكري والسياسي سوف يستمر مع هذه القيادة المدعومة اميركياً..

نتنياهو سبق ان اعلن "ان السلام يتم فرضه ولا ينجز بالحوار والتفاوض" واشار الى ان ترامب يتوافق معه حول هذه الرؤية، هذا المنطق والموقف يفيد بان المطلوب هو فرض حالة سلام بشروط التحالف الاميركي- الاسرائيلي.. وليس التعاون العربي – الاميركي للبحث عن حل سياسي للقضية الفلسطينية ووقف الحرب الاجرامية التي تقوم بها قيادة الكيان العدوانية باسلحة اميركية وبدعم اميركي مطلق من حيث التسليح والتذخير والدعم الدبلوماسي والسياسي في مختلف المحافل الدولية..

هذا العدوان قد تم بقرار اميركي وربما التنفيذ اميركياً لان اسرائيل لم تستطع اقناع العالم بان طائراتها هي التي نفذت العدوان، ومشهد نتنياهو وفريقه الاجرامي في غرفة العمليات العسكرية لا يكفي لاقناعنا بان القرار والتنفيذ كان اسرائيلياً.. والموقف الاميركي المبدئي الذي اعلن عنه ترامب اشار الى تاييد غير رسمي للعملية.. والموقف الرسمي كان بانتظار الاعلان عن النتيجة الفعلية للعدوان.. لو نجحت العملية الاجرامية، لاعلن ترامب مباركته لاسرائيل على ها الانجاز اما وقد فشلت في القضاء على قيادة حماس فالموقف الاميركي الرسمي كان اقرب الى الاستياء منه الى الادانه لما قامت به اسرائيل.. واستياء ترامب المعلن صباح اليوم من العملية الاسرائيلية سببه فشل العملية وليس تنفيذها..؟؟

وهنا نتوقف عند النقاط التالية:

- من الواضح تماماً ان العملية اميركية، وتحمل اللوم والفشل تحملته اسرائيل.. وما شجع الثنائي الاميركي- الاسرائيلي على القيام بهذه العملية غير المسبوقة، هو نجاح عملية اغتيال قادة الادارة الحوثية في العاصمة صنعاء، مما اعطى الانطباع بأن هذا الثنائي قادر على تنفيذ عمليات مماثلة في اي مكان آخر.. واستهداف اي دولة او فصيل او حركة في اية عاصمة..

- كذلك يجب التوقف عند الهجمات الاسرائيلية العابرة لحدود الاراضي الفلسطينية المحتلة.. مما يعني ان قادة الكيان نقلوا الصراع الى الخارج بكل وضوح وصراحة، وهذا قد يدفع القيادات الفلسطينية التي حرصت على ان يبقى الصراع داخل الاراضي المحتلة الى اعادة النظر بقرارها وبالتالي استهداف المصالح الاسرائيلية في الخارج وفي اية بقعة ممكنة..

- ان الطبيعة العدوانية لهذا الكيان وهذه القيادة الحاكمة في فلسطين المحتلة والتي تحظى بالدعم الاميركي المطلق، تمارس سياسة القتل والتدمير دون ضوابط وبلا حدود، مستندة الى مفاهيم توراتية وثوابت عقائدية تعطيها المبرر العقائدي والديني لارتكاب مجازرها واستهداف شعبٍ بكامله بالقتل والتدمير والتهجير..

- إن الحرب مع هذا الكيان هي حرب دينية مفتوحة على مصراعيها، وان اعتبار ان الصراع مع اسرائيل مرتبط فقط بالارض والشعب وان التسوية ممكنة وحل الدولتين قد ينهي هذه الحرب المفتوحة، هو اعتقاد خاطيء، ويجب تجاوزه واعتبار ان القضية الفلسطينية هي قضية امة، عليها تحمل مسؤوليتها وليس قضية شعب فلسطيني يعيش القهر والتشتت والصراع الداخلي والعدوان الصهيوني – الاميركي المفتوح على كل مشاهد الاجرام التي لم نشهد مثيلا لها في التاريخ..

- إن الشعب العربي والاسلامي، مطالب بالتحرك لاغلاق مكاتب التنسيق او السفارات الصهيونية في العواصم العربية والاسلامية ووقف كل اشكال التفاوض حول التطبيع ونسج العلاقات او التبادل التجاري والدبلوماسي والسياسي

- إن الولايات المتحدة قد اثبتت بشكلٍ لا يقبل الشك او النقاش او الحوار انها شريك اساسي في العدوان وانها ليست وسيطاً او لاعباً نزيهاً يبحث عن حل او يسعى لتسوية عادلة..

- إن على القوى العربية والاسلامية، اعادة النظر في استراتيجية المواجهة مع هذا الكيان ومن يتحالف معه، اذ لا يمكن متابعة الصراع بادوات عسكرية او سياسية تستند الى مفاهيم قد تجاوزها الزمن..

- يجب تصحيح مفاهيمنا عن هذا الكيان وتصويب مواجهتنا له بشكلٍ صريح وواضح بما يسمح برسم مسار غير تقليدي للمواجهة بعد ان راينا ان العدوان الصهيوني قد اوضح طبيعته التدميرية والعدوانية مع ممارسات سموتريتش وبن غفير ومشروع ضم الضفة الغربية للسيادة الاسرائيلية وتدمير وتهجير قطاع غزة..

الخلاصة

ان امتنا ليست امة عاجزة، وليست مستسلمة، وقد تعرضت طوال اكثر من قرنٍ من الزمن لكل اشكال الحروب التدميرية وأخرها كان اعلان الحرب الاميركية على العراق، ومنع الانتفاضة الشعبية العربية من التخلص من الحكام الفاسدين، وانفضاح ارتباط بعض المجموعات بالمشاريع التقسيمية والتهويدية التي جاهرت بعدائها للامة واعلانها الارتباط بمصالح الكيان وان دورها هو تخريبي وتدميري، وان ثقافتها هي العداء التاريخي للامة.. ومع ذلك فإننا نرى ان المستقبل هو لهذه الامة، رغم الضربات والاستهدافات التي تطالها من اكثر من جهة.. لانها تكشف زيف البعض وحقيقة انتمائهم وارتباطهم وكذلك خطرهم..

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة