بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا
تعتبر البوابات الحديدية التي تقيمها دولة الاحتلال بشكل مكثف ومتسارع في الضفة الغربية، جزء من منظومة السيطرة والتحكم التي تهدف إلى تقييد حركة الفلسطينيين والتضييق عليهم. حيث تستخدمها عصابات جيش الاحتلال كأداة لإغلاق المناطق الفلسطينية بشكل مفاجيء، مما يمنع السكان من الوصول إلى أعمالهم بما في ذلك المدارس والجامعات والمستشفيات وغيرها. ويأتي هذا من باب فرض العقوبات الجماعية على الشعب الفلسطيني. وهو ما يتعارض مع المدعو بـ "القانون الدولي" والذي لطالما قلنا بأنه عندما يتعلق الأمر بالفلسطيني فإنه يخرس ويصمت، بل وينقلب ضده إلى جانب المحتل الفاشي.
كما تستخدم هذه البوابات لتأمين المستوطنات غير الشرعية في الضفة الغربية، حيث تغلق الطرق المؤدية إلى هذه المستوطنات أمام الفلسطيني مما يعزز عزله عنها، وبالتالي تكريس واقع الفصل العنصري. وقد أشارت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية في تقرير لها، أن هذه البوابات تستخدم أيضا لتأمين الطرق الاتفافية التي تربط المستوطنات بعضها ببعض، مما يسهل حركة المستوطنين على حساب الفلسطينيين.
كما وتساهم هذه البوابات في تقطيع أوصال الضفة الغربية، مما يؤدي إلى إلغاء التواصل الجغرافي بين المدن والبلدات الفلسطينية، وهذا يؤدي إلى مناطق غير قابلة للحياة.
كما أن هذه البوابات تأتي ضمن المحاولات الحثيثة من قبل دولة الاحتلال في عزل المسجد الأقصى المبارك والسيطرة على المداخل المؤدية إليه في تمهيد فاضح لمخططات خبيثة مثل التقسيم الزماني والمكاني له.
وهنا لا بد أن نذكر أن سلطات الاحتلال ومنذ احتلالها للقدس عام 67 وهي تسعى إلى فرض سيطرتها على المسجد الأقصى من خلال التقسيم الزماني والمكاني مستندة بذلك إلى تجربتها في تقسيم المسجد الإبراهيمي في الخليل.
ويهدف التقسيم الزماني إلى تحقيق اوقات محددة لدخول المسلمين إلى المسجد وأوقات أخرى لليهود.
فمنذ عام 2003 كانت شرطة الاحتلال قد سمحت للمستوطنين باقتحام المسجد وسط حراسة مشددة خلال فترات صباحية وأخرى مسائية بشكل يومي.
أما التقسيم المكاني فيهدف إلى تخصيص مناطق داخل المسجد لليهود وأخرى للمسلمين. وخاصة في المنطقة الشرقية من المسجد قرب باب الرحمة، حيث يؤدي المستوطنون طقوسهم الدينية تحت حماية الشرطة، ويمنع خلال ذلك دخول المسلمين.
وهنا يأتي دور هذه البوابات، حيث تستخدم كأداة لتعزيز هذه السياسة وأقصد سياسة التقسيم الزماني والمكاني. حيث يتم نصبها على مداخل المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس وتتحكم في دخول المصلين الفلسطينيين خاصة في فترات الاقتحامات اليهودية.
ويبقى آذان الفجر في المسجد الأقصى نداء للحرية وعدم التسليم لمحاولات القضاء على وحدة المسجد وشموخه التاريخي. أفلا يستحق منكم أيها المسلمين أن تفتحوا أبواب النصر واليقظة؟
ألا يستحق أن تنادوا على منابركم بحي على الجهاد؟ وخاصة أن السابع من أكتوبر الذي ابتدأته المقاومة الفلسطينية في غزة أشعل لكم شعلة الجهاد لتهبوا إلى إنقاذ مسجدكم ومقدساتكم....!!!!!
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..