مقالات

د. صريح صالح القاز ـ بوابة صيدا

ماذا يعني إعلان المجر الانسحاب من عضوية محكمة الجنايات الدولية (ICC)؟

1. التأثير على التعاون الدولي:

الانسحاب قد يقلل من مستوى التعاون بين المجر والمجتمع الدولي في قضايا حقوق الإنسان، وقد يؤثر سلبا على العلاقات الدبلوماسية للمجر مع الدول الأخرى التي تلتزم بقوانين المحكمة سيما الدول الأوروبية.

كما يعكس هذا القرار تصادمًا مع مفهوم العدالة الدولية، حيث يشير إلى أن بعض الدول قد تكون مستعدة لحماية أشخاص وقوى معينة (مثل إسرائيل) من المساءلة أمام المحكمة، حتى ولو ارتكبت جرائم ضد الإنسانية كمقايضة بدماء وحقوق الإنسان مقابل مصالح ضيقة.

2. تهديد لمبادئ المحاسبة والمساواة أمام العدالة:

الانسحاب من محكمة الجنايات الدولية يُعد تهديدًا لمبادئ المحاسبة والمساواة أمام العدالة، وهو ما يثير التساؤلات حول القيم الأخلاقية التي تتغنى بها الدول والمنظمات، والمؤسسات الدولية والتي يجب أن تُراعى في العلاقات الدولية.

ويُظهر هذا القرار الذي جاء بالتزامن مع زيارة نتنياهو للمجر دعمًا لإسرائيل في سياق الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، ويمكن تفسير هذه الخطوة على أنها مكرمة لإسرائيل نظير جرائمها بحق الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة، بدلاً من الدفع باتجاه محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.

3. موقف غير أخلاقي:

الانسحاب من المحكمة يُعد موقفًا غير أخلاقي، إذ لا يُعقل أن تتنازل المجر عن التزاماتها تجاه العدالة الدولية والسلم والأمن الدوليين لصالح الكيان الإسرائيلي.

فضلا عن أن الانسحاب المجري من المحكمة يضعف نظام العدالة الدولية ويقوي شريعة الغاب، ما يشجع إسرائيل وغيرها على الاستمرار في ارتكاب أكبر وأشد الجرائم والانتهاكات.

4. تقويض المساءلة القانونية الدولية:

من خلال الانسحاب، ترسل المجر رسالة قد تُفهم على أنها دعوة لتقويض المساءلة القانونية الدولية، وتحدي مبادئ حقوق الإنسان التي تعمل محكمة الجنايات الدولية على دعمها. كما قد تؤدي هذه الخطوة إلى خلق فتور في عزيمة بعض الدول الأعضاء في المحكمة وتخفيف حماسها في التعاطي مع مذكرات الاعتقال التي تصدرها المحكمة، خصوصًا تلك المتعلقة برئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، وقادة الاحتلال الإسرائيلي.

5. التأثير على محكمة الجنايات الدولية:

الانسحاب قد يُضعف من مصداقية المحكمة ويُشجع دولًا أخرى على اتخاذ مواقف مماثلة، مما يهدد قدرة المحكمة على محاكمة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية في المستقبل.