د. خالد عبيد العتيبي ـ بوابة صيدا
مفهوم الولاء والبراء هو أحد أهم مبادىء العقيدة، لكنه كثيرًا ما يُساء استخدامه وتطبيقه بانتقائية!
أحد أبرز الأمثلة على ذلك هو الهجوم على المقاومة الفلسطينية، واتهامها بالانحراف العقدي بسبب علاقتها مع إيران، بينما يتم التغاضي عن العلاقات الرسمية والوثيقة التي تربط العديد من الدول العربية والإسلامية بإيران، بل وبأمريكا وإسرائيل نفسها!
لماذا التركيز فقط على المقاومة؟!
بعض المنتقدين يستخدمون معيارًا مزدوجًا عند الحديث عن الولاء والبراء. عندما تسعى المقاومة لكسب أي دعم متاح لمواجهة الاحتلال، تُتهم بأنها “منحرفة في العقيدة” و”تحالفت مع أعداء الأمة”!
و لكن عندما تعقد الأنظمة السياسية تحالفات رسمية مع القوى المعادية للإسلام، يتم إيجاد المبررات والتفسيرات بأن هذا “مصلحة سياسية” و”حكمة دبلوماسية”.
إذا كان التعامل مع غير المسلمين في السياسة والعلاقات الدولية يُعدّ انحرافًا في الولاء والبراء، فلماذا يُحاسَب الضعفاء وحدهم، بينما تُبرَّر تصرفات الأقوياء؟
من الواضح أن بعض المنتقدين لا يتحدثون من منطلق شرعي خالص، بل من منطلق سياسي انتقائي، حيث تُستخدم مفاهيم العقيدة كأداة للهجوم على المقاومة، بينما تُبرَّر التصرفات نفسها عندما تأتي من جهات أخرى.
إذا كان الولاء والبراء يعني منع أي تعاون سياسي مع أي دولة غير مسلمة أو منحرفة عقديًا، فلماذا لم نسمع هذه الأحكام على الدول التي تتحالف مع أمريكا، وتطبع مع إسرائيل، وتفتح أراضيها للقواعد العسكرية الغربية؟
ما أخشاه أن طرح مسألة الولاء والبراء بهذه الطريقة قد يستغلها البعض لشرعنة التخلي عن دعم المقاومة، وتبرير التطبيع والسكوت عن الاحتلال!
ولو كان النقاش مبدئيًا وشرعيًا بحتًا، لتم توجيه النقد أولًا للدول والأنظمة التي تربطها علاقات رسمية ووثيقة مع القوى المعادية للأمة و المطبعة مع الصهاينة، بدلاً من التركيز فقط على فصيل مستضعف يحاول الدفاع عن شعبه بأدوات محدودة!
فإن كان الولاء والبراء حقًا هو المعيار، فليُطبق على الجميع، لا على المستضعفين فقط!
مرفق لكم جدولا يلخص لكم هذه الازدواجية
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..