• لبنان
  • الأحد, آذار 09, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 4:59:57 م
inner-page-banner
مقالات

النظام الإيراني محاصر داخلياً وخارجياً

طارق أبو زينب ـ نداء الوطن

إيران تواجه أزمة غير مسبوقة تحت وطأة العقوبات الأميركية المشدّدة، التي تستهدف اقتصادها بشكل مباشر، ولا سيّما قطاع النفط الذي يتلقى ضربات متتالية ضمن استراتيجية «الضغوط القصوى» التي تنتهجها واشنطن.

ومع تصاعد هذه الضغوط، تقلّصت خيارات طهران بشكل كبير، ما جعل النظام في حالة حصار داخلي وخارجي. ولم تعد هذه التحدّيات مقتصرة على العوامل الخارجية فحسب، بل امتدت إلى الداخل الإيراني، حيث باتت الانقسامات داخل أروقة النظام أكثر وضوحاً.

في مفاجأة هزّت الأوساط السياسية الإيرانية، أعلن مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف، استقالته في وقت حسّاس، ما أثار تساؤلات حول عمق الخلافات داخل القيادة الإيرانية.

وعلى الرغم من محاولات طهران التقليل من أهمّية هذه الخطوة واعتبارها خلافاً داخلياً، يرى المراقبون أنها تعكس صراعاً أعمق في شأن مستقبل البلاد.

وفقاً للمعارضة الإيرانية، فإن السبب وراء الاستقالة يعود إلى تجاهل النظام نصائح ظريف في شأن التفاوض مع واشنطن، تعليق الأنشطة النووية ووقف دعم الميليشيات في المنطقة. يبدو أن النظام الإيراني يواجه انقساماً داخلياً شديداً. فهل نحن أمام تحوّل جذري في طهران، أم أن النظام سيواصل المراوغة والتأجيل؟

تزايد الضغوط العسكرية

إلى جانب العقوبات الاقتصادية التي تثقل كاهلها، تجد إيران نفسها في مواجهة تصاعد مستمرّ في التحدّيات الأمنية، مع مخاوف متزايدة من تهديدات إسرائيلية مدعومة من الولايات المتحدة.

وتشير التقارير القادمة من مصادر المعارضة في الخارج إلى أن طهران قد تكون على موعد مع ضربات عسكرية تستهدف منشآتها النووية في الأشهر المقبلة، إذا أصرّت على رفض التفاوض مع واشنطن واستمرّت في تمسّكها ببرنامجها النووي ودعمها للميليشيات الإرهابية في المنطقة.

هذا الوضع يضع النظام الإيراني أمام مفترق طرق، حيث يجد نفسه أمام خيارات صعبة، في ظلّ المخاطر التي تلوح في الأفق، والتي قد تطال بنيته العسكرية بشكل مباشر.

وذكرت المصادر أن واشنطن تواصل مراقبة تمويل إيران لميليشياتها العسكرية في المنطقة عن كثب، مع تركيز خاص على الوضع في لبنان، حيث تسعى إلى الضغط لتطبيق القرار 1701 والعمل على نزع سلاح «حزب الله».

وفي العراق، تقترب المهلة المقرّرة لحلّ الميليشيات المسلّحة من نهايتها. وكذلك في اليمن، تؤكد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التزامها بالتعاون مع حلفائها الإقليميين لاستهداف القدرات العسكرية للحوثيين وتجفيف منابع تمويلهم، ضمن خطوات تهدف إلى إنهاء هجماتهم على المدنيين وضمان أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

ضعف الدفاعات الإيرانية

تكشف مصادر من المعارضة لـ «نداء الوطن» أن النظام الإيراني يُعاني من ضعف ملحوظ في دفاعاته الجوّية، ما يجعله غير قادر على صدّ أي هجوم عسكري واسع النطاق. وتفيد التقارير بأن الأنظمة الدفاعية الحالية لا تكفي لمواجهة الطائرات الحربية الأميركية، ما يُعزز المخاوف من تعرّض المنشآت العسكرية الإيرانية لضربات دقيقة. في هذا السياق، حصل ترامب على تعهد من نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعدم تزويد إيران بأنظمة دفاعية متطورة مثل «أس 400» أو الطائرات «سوخوي 35»، وذلك في خطوة تهدف إلى تعزيز عزلتها الدولية.

أمّا في ما يتعلّق بالبرنامج النووي الإيراني، فقد عبّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي عن قلقه العميق من توسّع الأنشطة النووية الإيرانية. وأشار إلى زيادة مخزون إيران من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 في المئة ليصل إلى 274.4 كيلوغراماً، وهو ما يُمثل تهديداً للأمن الدولي. غروسي دعا إلى استئناف المفاوضات مع إيران ومنح مزيد من الشفافية حول أنشطتها النووية غير المُعلنة. وقد حذر من أن استمرار غموض هذه الأنشطة يُعقّد الوضع الدولي ويجعل من الصعب التوصّل إلى اتفاق مستدام.

موقف دول الخليج

في ظلّ استمرار طهران في دعم الميليشيات المسلّحة في لبنان والعراق واليمن، تتابع دول الخليج العربي هذه التطوّرات بقلق بالغ، حيث يُشكّل أي تصعيد عسكري مع إيران تهديداً مباشراً لاستقرار المنطقة. وبينما تتجه بعض الدول الخليجية إلى تعزيز دفاعاتها العسكرية، تواصل الدعوة إلى إيجاد حلول دبلوماسية للأزمة، تجنباً لأي مواجهة عسكرية قد تكون لها تداعيات كارثية على المنطقة بأسرها.

مع تزايد الضغوط الاقتصادية والعسكرية على طهران، يظلّ السؤال الأبرز: هل يستطيع النظام الإيراني الصمود في مواجهة هذه التحدّيات أم أنه سيضطرّ إلى تقديم تنازلات حقيقية؟ وهل لا يزال بإمكانه تمويل الميليشيات الموالية له في ظلّ الأزمة الاقتصادية الخانقة؟ تبقى هذه الأسئلة مفتوحة، ما يعكس حالة من الغموض حول مستقبل إيران.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة