بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا
كان ذلك في أول نوفمبر من عام ١٩٦٧ عندما تنادى فريق ضم كتابا وسياسيين وقادة عسكريين إلى عقد اجتماع تأسيسي لحركة عُرفت باسم "العمل في سبيل تمامية أرض إسرائيل", للمطالبة بإقامة "إسرائيل الكبرى" المزعومة.
وتذرع الخطباء في ذلك الاجتماع بحجج دينية وأخرى تتعلق بالأمن لتحقيق التوسع المنشود.
ويُذكر بأن المجتمعين قاموا بتوقيع بيان حيث كان من بين الموقعين ال ٥٤ "صموئيل عجنون" الفائز بجائزة نوبل للآداب، وأرملة الرئيس المتوفى "إسحاق بن زفي".
وقد رفعت الحركة الوليد المذكورة أعلاه شعار "كل شيء" أي أنها نادت بكامل فلسطين ملكا لليهود.
وقد أفتى حينها الحاخام الأكبر "بتكفير كل من يتخلى عن شبر واحد أو ذرة واحدة من أرضنا الموعودة". وتحولت دولة الاحتلال إثر ذلك إلى جوقات مرتفعة تنادي بالتوسع.
واستغل رجال السياسة وزعماء الأحزاب هذا الوضع بهدف كسب تأييد الناخبين، مستشهدين بكتب الإصحاح والتوراة المحرفة، حيث ادعوا من خلالها أحقية دولتهم بشبه جزيرة سيناء وقطاع غزة ومرتفعات الجولان السورية والضفة الغربية للأردن.
ثم جاء خطاب "ليفي أشكول" في أواخر أكتوبر/١٩٦٧ وحديثه أيضا عن "إسرائيل الكبرى". حتى أن أحد المعلقين على مشروع أشكول قال "لعل ليفي أشكول نسي وهو يتحدث عن إسرائيل الكبرى من السويس إلى القنيطرة إلى نهر الأردن أنه من حق العرب أن يتحدثوا عن فلسطين كبرى من السويس إلى القنيطرة إلى نهر الأردن أيضا... فكلما كبرت اسرائيل لتضم بالقوة اراضي غير فلسطينية، كلما كبرت قضية فلسطين لتصبح قضية الوطن المصري وقضية الوطن السوري وقضية الوطن الأردني وبالتالي قضية الوطن العربي.. إن دعوة إسرائيل الكبرى هي التحدي الكبير أمام الشعب العربي كله، ولا شك أن التحدي الكبير لا يجابه إلا بالتصدي الكبير".
والتاريخ اليوم يعيد نفسه بالفعل فحركة "إسرائيل الكبرى" الآنفة الذكر تعيد نفسها على شكل عدد من الأحزاب التي تنادي بنفس الفكرة. ومنها "حزب الصهيونية الدينية" الذي يقوده "بتسلئيل سموتريتش" حيث ينادي بضم الضفة الغربية بالكامل إلى ما تسمى "إسرائيل". والترويج لفكرة "إسرائيل الكبرى" التي تمتد مبدئيا من البحر المتوسط إلى نهر الأردن مع توسيع الحدود تدريجيا لتشمل مناطق أوسع".
بالإضافة إلى حزب ما يطلق عليه ب "عوتسما يهوديت" ويعني "القوة اليهودية" بقيادة "إيتمار بن غفير" الذي يتبنى سياسات قومية متطرفة، ويدعو إلى توسيع الحدود لتشمل مناطق في الدول المجاورة مستندا إلى تفسيرات دينية وتاريخية.
وهذه الأحزاب وغيرها في دولة الاحتلال تظن بأن توسيع الحدود لعبة سهلة. وهنا لا يسعنا إلا أن نذكرها بما قاله اللورد "كيررزون" في كتابه "الحدود" " الحدود كنصل الموسى، يتوقف عليها نشوب الحرب أو استقرار السلم وحياة الشعوب أو فناؤها". وهذا اللورد هو الذي أشرف على عدد من العمليات البريطانية لتعيين الحدود وتخطيطها وتقسيم المناطق المتنازع عليها حول العالم.
ولا بد من هذا السعي المحموم في توسيع الحدود للدولة المزعومة بأن يكون في نهاية المطاف بالفعل هو نصل السكين الذي يحز رقبتها ويسرع من فنائها...
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..