• لبنان
  • الأحد, آذار 09, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 4:21:45 ص
inner-page-banner
مقالات

مياه الليطاني والأردن ولاحقا النيل والفرات

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

لطالما كانت حدود الأرض التي تدعي كتب اليهود المحرفة أن الله أوصى بها إلى إبراهيم، حدودا مائية وتحديدا أنهارا.

والاهتمام بقضية الموارد المائية ليس بالجديد. فهو يرجع إلى "ثيودور هيرتزل".

حيث كتب في روايته المعنونة ب "الطنويلاند" وتعني "أرض جديدة-أرض قديمة" عن مستقبل "الدولة اليهودية" المزعومة التي ستقوم على استيطان أرض فلسطين "إن المؤسسين الحقيقيين للأرض الجديدة-القديمة، هم مهندسو الماء. فعليهم يعتمد كل شيء: من تجفيف المستنقعات، إلى ري المساحات المجدبة، وإلى إنشاء معامل توليد الطاقة الكهربائية من الماء".

ومن خلال الفقرة السابقة من رواية "هيرزتل" أن نلاحظ مدى تركيزه على قضية الموارد المائية.

وبالفعل فقد سعت الحركة الصهيونية منذ نشوئها على تحقيق حلم الأب المؤسس. فطالبت في مؤتمر الصلح الذي انعقد بعد الحرب العالمية الأولى وقد تطرقت للحديث عنه في مقال سابق, بضم المناطق الغنية بالموارد المائية إلى ما سمي ب "الدولة اليهودية".

فنجد مثلا "فريش رعنان" في كتابه "حدود أمة" يلخص المخططات التوسعية الصهيونية على أساس الموارد المائية كالآتي.." لما كانت المنظمة الصهيونية تهدف إلى جمع أكبر عدد من الناس في أرض محدودة المساحة، أصبح من الواجب وضع مخططات للري واسعة النطاق. ولما كانت الموارد المائية محدودة في فلسطين فقد جرى توسيع تلك المخططات حتى تشمل الأراضي الواقعة إلى الشمال والشمال الشرقي من فلسطين. وكي تصل منابع الإردن ونهر الليطاني وثلوج حرمون واليرموك وروافده ونهر الجابوك، وبالإضافة إلى افتقار البلاد إلى الفحم والبترول.. أوجب الاعتماد في المشاريع التصنيعية على إنتاج الطاقة الكهربائية التي يمكن تأمينها من الليطاني واليرموك".

ومن هنا كان مشروع "روتنبرغ" لاستغلال المياه وتوليد الطاقة الكهربائية. وقد سمي المشروع باسم صاحب المشروع وهو "بنحاس روتنبرغ" المهندس الصهيوني الروسي الذي جاء إلى فلسطين لوضع مشروعه الآنف الذكر والذي يقضي باستغلال مياه نهري الأردن واليرموك، حيث تفاوض مع وزير المستعمرات آنذاك "ونستون تشرشل" عليه وحصل على الامتياز من بريطانيا عام ١٩٢١.

ثم أطلّ عدد من المشاريع التي تعكس أيضا أطماع دولة الاحتلال في الاستيلاء على مياه الأنهار ومنابعها ومصادرها، وهذا يشكل حلقة متصلة بسائر حلقات التوسع الصهيوني وجلب المزيد من المستعمرين لتوطينهم على حساب أصحاب الأرض الشرعيين.

والجدير بالذكر أن اهتمام دولة الاحتلال بالليطاني لا يقل عن اهتمامها بالأردن ولا بالنيل والفرات.

واليوم وبعد الهدنة بين حزب الله ودولة الاحتلال بتاريخ ٢٦/نوفمبر/٢٠٢٤، ترفض الأخيرة الانسحاب الكلي من الجنوب اللبناني، بل نجدها وقد ثبتت نفسها عن طريق جيشها في خمس نقاط في الجنوب اللبناني. وهذا الرفض يعكس أيضا الأطماع التي تتركز غالبا حول المياه والأرض، حيث تدعي بأن هذه الأرض توراتية وتابعة لحدودها التاريخية.

وقد طالبت بالفعل في مؤتمر الصلح أن تمتد حدودها نحو الليطاني. ولكن آنذاك رفض الفرنسيون هذا المطلب، إذ كانت لبنان من نصيبهم بعد توزيع الإرث العثماني.

أما في سوريا وبعد سقوط نظام الرئيس السابق، فقد صرح وزير الدفاع الصهيوني "يسرائيل كاتس" عبر منصة إكس أن "جبل الشيخ على الحدود السورية الإسرائيلية عاد للسيطرة الإسرائيلية بعد ٥١ عاما في لحظة تاريخية مؤثرة".

ومن المعروف بأن جبل الشيخ يمتاز بشتاء موسمي وتساقط للثلوج في الربيع، وتغطي قممه معظم أيام السنة، حيث تتسرب المياه المنصهرة من القواعد الغربية والجنوبية للجبل إلى القنوات والمسام الصخرية، وتغذي الينابيع الموجودة في قاعدة الجبل والتي تشكل الجداول والأنهار وتندمج كلها لتصبح نهر الأردن.

ولذلك فدولة الاحتلال تسعى بكل طاقاتها للاستيلاء على جميع هذه الأنهار من خلال توسيع حدودها، وبالطبع فإن لعابها دائم السيلان على نهري النيل والفرات. 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة