• لبنان
  • الاثنين, آذار 10, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 12:50:08 ص
inner-page-banner
مقالات

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

لطالما كان التوسع ولا زال من المرتكزات الأساسية التي تقوم عليها دولة الاحتلال الصهيونية التي تتسم بالعنصرية في جميع مظاهرها وأعمالها العدوانية.

وقد كانت عملية تهجير يهود العالم واحدة من البنود التي نص عليها "القانون التشريعي" كما أقره "الكنيست الاسرائيلي" والتي تهدف إلى تحقيق المزيد من التوسع  عن طريق شن ما أُطلق عليه اسم "حروب حزيرانية". إشارة إلى حرب حزيران ٦٧ وما نتج عنها من استيلاء على المزيد من الأرض. وقد قالها القس "هنري بوخر" بعد حرب ١٩٦٧، ومما جاء على لسانه "من غير الممكن أن تحل الصهيونية مشكلة النازحين حلا عادلا وتبني دولة يسودها الطابع اليهودي الخالص دون الحروب الحزيرانية. ومن غير الممكن على السواء كذلك أن تتبنى الصهيونية موجة الهجرة اليهودية إلى إسرائيل وتعمل لتحقيقه دون أن تترك لدى المراقب الحذر انطباعا مؤداه أن حروب حزيرانية هي اجراءات ضرورية للحصول على المدى الحيوي".

وها هو "ديفيد بن غوريون" العمالي يخطب في اجتماع عام لحزبه "بضرورة المضي في المخطط الصهيوني الذي عمل له طيلة عشرين عاما وأن حرب الأيام الستة ١٩٦٧ ليست المعركة الأخيرة".

واليوم يأتي البعض ليتهم عملية السابع من أكتوبر *طوفان الأقصى* بأنه السبب في تدمير قطاع غزة وجلب الوبال على أهلها. مع أن ما ذكرناه آنفا جاء على لسان صهاينة قبل عملية السابع بعقود من مخططات للتوسع.

فتصرفات رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" وحزبه المتطرف وتصريحاتهم وأفعالهم إنما تدل على عقد العزم على إعادة احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة. ثم انتظار الفرصة السانحة للانقضاض على أراض عربية أخرى وتوطيد سيطرتها عليها وجلب المزيد من المهاجرين الغرباء المحتلين.

وما تفتعله دولة الاحتلال من خرق للمفاوضات الأخيرة ما هو إلا دليل قاطع على الرغبة في استئناف الحرب في القطاع بهدف التوسع أيضا.

كما واصلت حكومة الاحتلال في فبراير/٢٠٢٥ سياساتها التوسعية في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وفي ١٧/فبراير طرحت السلطات مناقصة لبناء ٩٧٤ وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "إفرات" جنوب بيت لحم. مما سيؤدي إلى توسيع المستوطنة ٤٠% ويزيد من عزل المدينة في محيطها الفلسطيني.

وكشفت خريطة أصدرتها دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية أن ٤٤,٥% من أراضي الضفة الغربية أصبحت خاضعة للسيطرة اليهودية أو تم ضمها خلف الجدار الفاصل. وأظهر التقرير المصاحب للخريطة أن دولة الاحتلال بنت خلال ٢٠٢٤ خمس مستوطنات جديدة، بالإضافة إلى بؤرة استيطانية جديدة.

وما هذا إلا غيض من فيض من خطط تعكس نية الدولة الفاشية في تسريع وتيرة التوسع الاستيطاني وضم المزيد من الأراضي الفلسطينية.

هذا على مستوى فلسطين، ناهيك عما احتلته من أراض سورية بعد سقوط نظام الأسد، كما أنها لا زالت تقبض على الجنوب اللبناني بيد من حديد سعيا في الحصول على الليطاني.

والقادم لن يكون أفضل، فعيون الدولة التوسعية مفتوحة على الجميع، ما دام الدعم الأمريكي والغربي لن ينقطع.

فما الذي سيمنعها من التوسع، وهي أي دولة الاحتلال وريثة العقدة التوسعية التي يعتمد بقاء الصهيونية على دوامها؟

وهنا لا ننسى ما قاله الصهيوني اليهودي الألماني "ديفيز تريتش" عام ١٨٩٩ والذي حمل لواء الخطة التوسعية الصهيونية وكافح في سبيلها:-

"يجب التمسك بفكرة فلسطين الكبرى على أن تكون البداية متركزة على الأطراف، هذه هي الصهيونية الواقعية الممكنة".

ولكم أن تتخيلوا ما هي الأطراف التي عناها "تريتش" في قوله الآنف الذكر. 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة