ياسر الزعاترة ـ بوابة صيدا
قدّم العدو ردّا مكتوبا على عرض "الهدنة"، وكان تافها لا يستحق النظر، كما رأته قيادة "حماس"، إذ يترك مختلف القضايا ويركّز على "التبادل" فقط.
ما يعنينا هنا هو موقف نتنياهو من الصفقة بشكل عام، إذ يبدو واضحا أنه لا يريدها، وكل ما يفعله هو شراء الوقت، بخاصة في ظل حرص إدارة "بايدن" عليها.
السبب يكمن في اعتقاده بأن هدنة طويلة قد تنطوي على طرح انتخابات مبكّرة في الكيان، تفضي إلى خسارة شبه مؤكّدة لتحالفه، ما يجعله يخرج بهزيمة كبرى (7 أكتوبر)، مع وعود بـ"نصر مطلق"، لم تتحقق، والنتيجة أن يكون كلام أمثال توماس فريدمان صحيحا، حيث قال الأخير قبل أيام إنه (نتنياهو) سيدخل التاريخ بوصفه أسوأ قائد في تاريخ الشعب اليهودي، وليس الإسرائيلي فقط.
المفارقة التي تساعد نتنياهو عمليا هي أن رؤية مجلس الحرب لا تبتعد كثيرا عنه في ما يتصل بحيثيات الصفقة، مع خلاف حول ما يُسمّى "اليوم التالي"، وهم جميعا يشعرون بعبء الفشل بعدما ثبت أن المناطق التي دخلها جيشهم لم تتوقف عن المقاومة.
في أي حال، يمكن القول إن مأزق الغزاة لا يتضح إلا في تحليلات الصحف والبرامج الإخبارية، وحيث تُطرح أسئلة كثيرة عن مسار الحرب، ومن ضمنها عملية رفح وتبعاتها، وما يترتب على المشهد كله من خسائر على كل صعيد، لا سيما حالة العزلة التي يعيشها الكيان مع الدول، ثم مع الرأي العام العالمي، مقابل صعود فلسطين ورواية شعبها على نحو لم يُعرَف في تاريخ الصراع، مع صعود برنامج المقاومة وافتضاح باعة الأوهام ومُدمني العار و"العيش تحت بساطير الاحتلال".
والخلاصة أن أي تفاصيل في المدى القريب لن تلغي أبدا روعة "الطوفان" ودخوله التاريخ كمحطة لبداية النهاية للمشروع الصهيوني برمّته، وذلك رغم الثمن الباهظ الذي دُفع وما زال يُدفع، والذي تقول تجارب الشعوب المشابهة إنه طبيعي لأن عادة الغزاة (أي غزاة) أن يُصابوا بالسُّعار ويُصعِّدوا البطش حين يحدث ما يذكّرهم بقرب نهايتهم.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..