• لبنان
  • الاثنين, آذار 10, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 12:33:45 ص
inner-page-banner
مقالات

قمة ترامب – بوتين حول اوكرانيا.. استعادة لاتفاق عام 1939 بين روسيا – المانيا حول بولندا..

بقلم حسان القطب / مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات/ بوابة صيدا

ترامب الطامح للدخول الى تاريخ الولايات المتحدة، على انه الرئيس الذي استطاع توسيع مساحتها، مع اطلاق مطالبه بضم كندا، وجزيرة غرينلاند، والهيمنة على قناة بناما مجدداً، يتطلع الى الاستثمار في طموحات بوتين التوسعية والبناء عليها..خلال القمة المقبلة التي سوف تعقد في المملكة العربية السعودية..

بوتين الذي يرغب في استعادة تاريخ روسيا الامبراطوري، ومرحلة التمدد السوفياتي، بوضع اليد على دول الجوار، بالاحتلال المباشر او بالهيمنة السياسية والعسكرية، يرى في التفاهم مع طموحات ترامب على انها المدخل الموضوعي والممكن والضروري ايضا للخروج من اوحال الحرب مع اوكرانيا.. التي تدخل عامها الثالث دون ان تستطيع روسيا حسمها عسكرياً رغم تمددها داخل الاراضي الاوكرانية واحتلالها لاجزاء منها تقارب 20% من مساحة اوكرانيا..تحت ذريعة حماية الاقلية الروسية، ورغبة الروس القاطنين في اوكرانيا بالعودة الى الوطن الام..

اليوم التاريخ يعيد نفسه ولكن باسماء مختلفة.. ولكن الطموحات والرغبات والاهداف متشابهة ان لم تكن هي نفسها..عام 1939، الاتفاق الالماني – الروسي.. اسس لانطلاق واندلاع الحرب العالمية الثانية.. ولتقريب المشهد علينا بالعودة الى الاتفاق الألماني السوفييتي أو (اتفاق مولوتوف-ريبنتروب والذي عرف رسمياً باسم معاهدة عدم الاعتداء بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي هي معاهدة وقعت في العاصمة السوفيتية موسكو في 23 أغسطس 1939 بين وزير الخارجية الألماني ريبنتروب ونظيره السوفيتي مولوتوف. نصت المعاهدة على بقاء كل من ألمانيا النازية والاتحاد السوفيتي على الحياد في حالة تعرض أحد الطرفين لهجوم من طرف ثالث. وقد تضمت المعاهدة بروتوكولاً سرياً يقسم شمال وشرق أوروبا إلى مناطق نفوذ سوفيتي وألماني ترقباً لإعادة الترتيب السياسي والحدودي لهذه الدول. وعلى إثر ذلك قامت ألمانيا في 1 سبتمبر والاتحاد السوفيتي في 17 سبتمبر بمهاجمة بولندا واقتسامها بينهما. تلى ذلك ضم الاتحاد السوفيتي لإستونيا ولاتيفيا وليتوانيا وبيسارابيا قبل أن يهاجم فنلندا مجبراً إياها على التنازل على أجزاء من أراضيها.)...ويكيبيديا...

ترامب بدأ بالتمهيد لطموحاته بل اطماعه في ثروات اوكرانيا مع دخوله البيت الابيض..عندما تحدث عن الثروة المعدنية التي تملكها اوكرانيا وخاصة تلك النادرة منها والمهمة جدا للصناعة الاميركية، كما تحدث عن العبء المالي الذي تحملته الولايات المتحدة في دعم المجهود الحربي الاوكراني وطالب اوكرانيا تدفع ما قيمته 500 مليار دولار للولايات المتحدة، قيمة المساعدات التي قدمتها لها..متجاهلا ان هذه المساعدات الاميركية الى جانب الاوروبية منها هي للحفاظ على استقلالها كما للدفاع عن الدول الاوروبية من الاندفاعة الروسية.. واعادة تكرار مشهد عام 1939، وما تبعه من توسع روسي والماني على حساب الدول الاوروبية..

ومن الواضح ان القمة الاميركية- الروسية، المفترضة، في الرياض.. لن تضم اوكرانيا والاتحاد الاوروبي، مما يعني ان تفاهما اميركيا – روسيا.. سوف يتجلى مع نهاية القمة، وسوف تتحمل تداعياته اوكرانياً اولاً واوروبا ثانياً.. وهذا ما ما دفع لارئيس الفرنسي ماكرون الى التحذير من اي خطوة اميركية تترجم على انها تنازل لروسيا او استسلام اوكرانيا، وهذا ما اشار اليه ايضاً المستشار الالماني شولتس..

التصريحات الاميركية هذه دفعت الكرملين الى التعبير عن إعجابه بموقف ترامب، معتبراً أن الحديث عن مشاركة أوروبا «مبكر». وأكد الكرملين أن المفاوضات «يجب ألا تقتصر على أوكرانيا، بل يجب أن تشمل أيضاً الأمن في أوروبا ومخاوف موسكو» التي طالبت بتراجع «الناتو» إلى حدود عام 1997.

وتأكيدا للموقف الاميركي المساوم على مستقبل اوكرانيا وترسيخاً لطموحات ترامب والادارة الاميركية.. فقد اعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الخميس، أنه يتوقّع التوصّل إلى اتفاق مع أوكرانيا بشأن ثرواتها المعدنية يعوّض الولايات المتّحدة جزئياً عن الأموال التي دفعتها لتزويد كييف بأسلحة تمكّنها من التصدّي للغزو الروسي. وقال روبيو، في مقابلة إذاعية، إن «بعضاً من هذه الأموال سيعود لسداد مليارات الدولارات التي أنفقت هناك من أموال دافعي الضرائب الأميركيين». وتابع: «نأمل أن تكون لدينا هنا قريباً بعض الأخبار بهذا الشأن: القدرة على الشراكة مع أوكرانيا - مشروع مشترك، أو شيء من هذا القبيل - من أجل حقوقها التعدينية وكل الموارد الطبيعية التي تمتلكها». وأوضح أن عائدات شراكة كهذه ستسدّد في جزء منها المساعدات الضخمة التي قدّمتها واشنطن لكييف، بينما سيعاد استثمار جزء آخر لإعادة إعمار أوكرانيا.)...

الخلاصة..

اوروبا اليوم امام مفترق طرق، اما الخضوع لمواقف وسياسات وطموحات ترامب التوسعية، ولارضوخ للتفاهمات التي سوف يبرمها مع بوتين، على حساب استقلال اوكرانيا ووحدة اوروبا، وحمايتها من الطموحات الروسية التوسعية، او الانتفاض على التفاهم الاميركي – الروسي، وبالتالي عليها ان تتحمل عبء المواجهة واستمرار الحرب مع روسيا على الاراضي الاوكرانية بدون الدعم الاميركي..

وفي الوقت نفسه فإن اوروبا ايضاً تعاني من الضغوطات الاقتصادية الاميركية، من المطالبة برفع مساهمة الدول الاوروبية في نفقات وميزانية حلف الناتو.. والضرائب الجمركية التي بدأ ترامب بفرضها على المستوردات الاوروبية..مما يعطي الصين ودول جنوب شرق اسيا الناهضة حديثاً الفرصة لسد الفراغ وبالتالي زيادة الشرخ والانقسام بين جانبي الاطلسي اي بين اوروبا والولايات المتحدة..الى جانب تقدم الاحزاب الفاشية والقومية في الدول الاوروبية مما يعني ان العبث الاميركي بالتفاهم مع روسيا قد يشعل حرباً لا يمكن التكهن بنتائجها..

يبقى ان مستقبل اوكرانيا السياسي والاقتصادي وحتى الجغرافي ان لم نقل استقلال اوكرانيا على المحك.. ولا يجب ان نتجاهل ان ترامب نفسه سبق ان اشار في تصريح له الى ان اوكرانيا قد تصبح تابعة لروسيا في يومٍ ما.. وهذا كان عنوان الهجوم الروسي على اوكرانيا مع بداية الحرب.. اعادة اوكرانيا الى املاك الامبراطورية الروسية الحديثة تحت سلطة قيصر روسيا الجديد..

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة