• لبنان
  • الأحد, كانون الأول 22, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 6:03:21 م
inner-page-banner
مقالات

الحرب على غزة ـ سياسية الأمر الواقع

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

"ديفيد بن غوريون" مهندس "سياسية الأمر الواقع" بحسب ما وصفته صحيفة"جوريش كرونيكل" المناصرة لدولة الاحتلال في عيد ميلاده الخامس والثمانين.

وتكمن خطورة هذه السياسة في أنها تجعل عملية وضع اليد، شرعية بالتقادم مع مرور الزمن، بحيث أنه يضع القانون الدولي في مأزق حين تكون مسألة وضع اليد احتلالا سياسيا وعسكريا على مستوى البلاد كلها، وذلك لأن الاستيطان مع الزمن يتخذ طابعا مدنيا إنسانيا أو طابع الحق المكتسب على الأقل في نظر الرأي العام العالمي.

ومن الامثلة على فرض سياسة الأمر الواقع، ما حدث في فترة "غولدا مائير" الرئاسية. وكانت حينها ترفض أن تكون الضفة والقطاع جزءا من "إسرائيل". ومع ذلك فقد تم تنفيذ جزء كبير من مشروع "آلون" في السنوات الأخيرة من عهدها، حتى أصبحت معظم أراضي الضفة الغربية إما مشتراة أو منزوعة الملكية أو مغلقة أو تم الاستيلاء عليها لأغراض مدنية عسكرية. وانتهى الأمر وكما قال "شارون" بمولد خريطة جديدة منذ الثمانينات. فالمستوطنات والطرق مترابطة بحيث لم يعد بالإمكان صنع شيء حيالها. لكن في مقابل سياسية الأمر الواقع اعتمد الفلسطينيون على سياسة التمسك بالثوابت والتي تقوم على رفض كل ما يعتبره العدو أمرا واقعا.

ومنذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ وحكومة الليكود اليمينية المتطرفة بقيادة "سموتريتش و بن غفير" وهي تسعى لتطبيق سياسة الأمر الواقع من خلال سلسلة طويلة من إجراءات شرعنة البؤر الاستيطانية وتطبيق قانون دولة الاحتلال على المناطق التي تقع تحت إدارة السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى عمليات التوسع ومصادرة الأراضي الفلسطينية وهدم البيوت وطرد سكانها. ومن المعلوم أن "سموتريتش" كان قد وضع خطة للسيطرة على الضفة الغربية عام ٢٠١٧.

وتتعلق الخطة بضم الضفة الغربية وجعل الفلسطينيين فيها يواجهون خيارات قاسية، فإما يهاجرون منها، أو يصبحوا رعايا درجة ثانية تحت حكم "إسرائيلي.

ومن هنا فإن مهمة "سموتريتش" هي القضاء على أي دولة فلسطينية في الضفة الغربية. وقد سعى بالفعل إلى فرض وقائع جديدة في الضفة الغربية تتجاوز البناء الاستيطاني إلى توسيع المستوطنات الحالية.

وقد صادق "الكابينيت" في نهاية يونيو ٢٠٢٤ على خطوات طالب بها "سموتريتش" لشرعنة بؤر استيطانية.

كما وتسعى تلك الحكومة لفرض السياسة نفسها على قطاع غزة، عن طريق تدمير البنى التحتية بالكامل وخاصة في شمال غزة ومحاولة إقامة بؤر استيطانية على أرضه لقضم الأرض فيما لو نجحت المفاوضات وانسحب الجيش من القطاع.

ومن الأسباب التي جاء من أجلها طوفان الأقصى على شكل عملية السابع من أكتوبر هو التمسك بالثوابت ورفض التنازل عن الأرض وعن المقدسات الإسلامية.

وبعد سقوط النظام السوري استفادت دولة الاحتلال من سقوطه في فرض الأمر الواقع. فاحتلت الجولان. وبحسب وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك": "تتمركز قوات الاحتلال الإسرائيلي في كافة التلال الاستراتيجية والمواقع العسكرية في محافظة القنيطرة. واستولى جيش الدفاع الإسرائيلي على ٩٥% من المنطقة".

كما تناقلت وسائل الإعلام أن "إسرائيليون يدخلون مارون الراس في أرض الجنوب ويرفعون لافتات كتب عليها.. لبنان لنا".

غير أن هذا الإصرار على سياسة فرض الأمر الواقع تعجل آجلا أو عاجلا بزوال دولة الاحتلال وانسلاخها عن العالم تدريجيا بإذن الله بسبب شراسة المقاومة الفلسطينية وتمسك الفلسطينيون بثوابتهم برغم حمام الدم والإبادة الجماعية التي تركتبها تلك الدولة.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة