عبد الباسط ترجمان ـ بوابة صيدا
يستغرب الكثير من الناس حجم الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال في فلسطين، وقبل ذلك في لبنان وسوريا ومصر وغيرهم من دول العالم العربي.. ويعتقد البعض أن هذه الجرائم، إنما هي ردة فعل ضد خصومها، أو قوة ردع لأعدائها، وبذلك تتمكن من فرض سطوتها، وبطشها على شعوب المنطقة، مع عدم إغفال الدعم الغربي، أو غض الطرف عن جرائمها، وصمت عربي وإسلامي غير مبرر..
هذا الكلام ربما يكون مقبولاً لو كانت هذه الدولة تقوم على علمنة المجتمع، وعدم استحضار "النصوص التوراتية" في أمور السياسة..
فإسرائيل، وإن كان قادة إنشائها لا يصرحون بـ "دينية الدولة" علانية، لكنهم يستحضرون نصوص "الكتاب المقدس" و "التلمود" في شتى شؤون النظام السياسي، والثقافي، والاجتماعي، والتربوي وهو الأخطر.. إذ يتربى الجيل الإسرائيلي الصاعد على ثقافة الموت للعرب "بنكهة مقدسة" إذ، أنه لا مبرر عندهم، لتبرير جرائمهم بحق الشعوب الغير إسرائيلية، فهم، في ثقافتهم الدينية، يجب قتل، واستئصال، كل الشعوب، والقضاء على ذراريهم، دون شفقة أو رحمة، فالرحمة والشفقة في دين هذا المجتمع محرمة، بل يجب إبداء الفرح على قتل غير اليهودي..
إن الناظر في "العهد القديم" يرى الكم الهائل من نصوص تحريض "الرب" (رب اليهود) على القتل، والتشفي بذلك، فلا يكاد يصدق عاقل، أن هذه النصوص "ربانية" جاء بها موسى، وكتبها الرسل من بعده..
فالقتل، في جميع الشرائع السماوية "ما عدا اليهودية" والقوانين الأرضية "ما عدا الإسرائيلية" لا تجيز القتل لمجرد القتل، إنما للقتال شروط، وللقتل موجبات، فإذا انتفت موجبات القتل، يبقى هذا القتل جرائم حرب، يجب أن يعاقب فاعلها..
ولو أخذنا بـ الإستثناء "أي الشريعة اليهودية" التي تبيح القتل دون ضوابط، ونقلنا منها نصاً واحداً لعلمنا، أن ما يجري في فلسطين، و جرى في لبنان، من جرائم إنما هي بـ "أوامر الرب"..
نعم، ولن استدل بأكثر من نص واحد، يأمر بتحطيم الأطفال أمام آبائهم، ونهب بيوتهم، وفضح نسائهم، وهذا ما جرى ويجري في غزة..
فقد جاء في سفر "إشعياء" 13: (إشعيا نبي من أنبياء بني إسرائيل قتله الملك منسى ملك يهوذا)" وهو يتحدث عن "يوم خراب بابل":
9هُوَذَا يَوْمُ الرَّبِّ قَادِمٌ، قَاسِيًا بِسَخَطٍ وَحُمُوِّ غَضَبٍ، لِيَجْعَلَ الأَرْضَ خَرَابًا وَيُبِيدَ مِنْهَا خُطَاتَهَا. 10فَإِنَّ نُجُومَ السَّمَاوَاتِ وَجَبَابِرَتَهَا لاَ تُبْرِزُ نُورَهَا. تُظْلِمُ الشَّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِهَا، وَالْقَمَرُ لاَ يَلْمَعُ بِضَوْئِهِ. 11وَأُعَاقِبُ الْمَسْكُونَةَ عَلَى شَرِّهَا، وَالْمُنَافِقِينَ عَلَى إِثْمِهِمْ، وَأُبَطِّلُ تَعَظُّمَ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَضَعُ تَجَبُّرَ الْعُتَاةِ. 12وَأَجْعَلُ الرَّجُلَ أَعَزَّ مِنَ الذَّهَبِ الإِبْرِيزِ، وَالإِنْسَانَ أَعَزَّ مِنْ ذَهَبِ أُوفِيرَ. 13لِذلِكَ أُزَلْزِلُ السَّمَاوَاتِ وَتَتَزَعْزَعُ الأَرْضُ مِنْ مَكَانِهَا فِي سَخَطِ رَبِّ الْجُنُودِ وَفِي يَوْمِ حُمُوِّ غَضَبِهِ. 14وَيَكُونُونَ كَظَبْيٍ طَرِيدٍ، وَكَغَنَمٍ بِلاَ مَنْ يَجْمَعُهَا. يَلْتَفِتُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى شَعْبِهِ، وَيَهْرُبُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى أَرْضِهِ. 15كُلُّ مَنْ وُجِدَ يُطْعَنُ، وَكُلُّ مَنِ انْحَاشَ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ. 16وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ، وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ.
["15كُلُّ مَنْ وُجِدَ يُطْعَنُ، وَكُلُّ مَنِ انْحَاشَ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ. 16وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ، وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ"].
في أي دين هذا القتل، "كُلُّ مَنْ وُجِدَ يُطْعَنُ"، حتى لو لم يقاتل، نعم، ويؤكد ذلك النص الآخر، "، وَكُلُّ مَنِ انْحَاشَ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ" لا اريد القتال، أيضاً يُقتل، "والأخطر "وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ" وهذا ما شاهدناه في غزة، فإن معظم شهداء غزة من الأطفال والنساء، فهذه أوامر "الرب"، ونهب البيوت، شاهدناهم وهم يسرقون بيوت السكان، ورأينا أيضاً تحرشهم بالنساء، واغتصاب بعض السجناء، والسجينات..
فما يجري هي عقيدة يهودية، لن توقفها قرارات أممية، أو مناشدات دولية، إنما تتوقف هذه المجازر، بالقضاء على هذا "الكيان" المتغطرس، الذي زُرع في ارضنا لتفتيت وحدتنا..
فهل سنرى زواله قريباً... نسأل الله ذلك..
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..