بوابة صيدا
كتب "إيان س. لوستيك"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنسلفانيا، ومؤلف كتاب "النموذج المفقود: من حل الدولتين إلى واقع الدولة الواحدة" مقالاً بعنوان: "التاريخ يُخبرنا كيف ستنتهي الحرب بين إسرائيل وحماس
بعد استعراض طويل لسيرة حروب الكيان، يختم بهذه الفقرات:
"بغياب السلام، تندلع الحروب بانتظام. وفي كل مرة، تعد الحكومة الإسرائيلية بأنه في نهاية المطاف، خلافا للماضي، سوف يُسمح للجيش بالقتال حتى النصر، ولكن في الواقع، وكما توقع جابوتنسكي في العشرينيات من القرن الماضي، لا يستطيع الجيش أبدا تحقيق نصر حقيقي، لأن الوسائل العسكرية وحدها لا تستطيع تغيير حقائق الشرق الأوسط أو خلق الأساس لترتيبات سياسية مستقرة تقوم على مبدأ المساواة بين الأمم.
وهذا ما يفسّر لماذا لم تنهِ إسرائيل أبدا أي حرب دون أن تتلقى أوامر بذلك. وقد استمر هذا النمط بشكل ثابت في القرن الحادي والعشرين، بما في ذلك عام 2006، عندما انتهت الحرب الإسرائيلية اللبنانية فقط عندما تدخلت الولايات المتحدة وفرنسا للتوسط في استصدار قرار من الأمم المتحدة.
وحتى لو كانت حكومة إسرائيلية راغبة في وقف القتال، فإنها لا تستطيع، لأن هذا يعني الاعتراف بأنها لم تحظ قط بفرصة الوفاء بوعدها بحل مشاكل إسرائيل ببساطة من خلال "السماح للجيش بالانتصار".
في الواقع، تم نسيان رؤية جابوتنسكي وهي أن الانتصارات العسكرية الساحقة كانت ضرورية، ولكن فقط لتمهيد الطريق لتسوية سياسية يمكن أن تجلب السلام.
ويكشف هذا التاريخ أن قائمة أهداف الحرب الإسرائيلية الحالية ليست مصمَّمة لتكون قابلة للتحقيق. بل إن هذه الأهداف هي تصريحات سياسية تم وضعها بحيث يتمكّن نتنياهو وحكومته - بعد أن تفرض الولايات المتحدة حتما إنهاء القتال - من الادعاء بأنهما كانا سيحققان أهدافا سامية، لو لم تتدخل الولايات المتحدة.
إن الأمر الأمريكي بالتوقف ليس ما يخشاه القادة الإسرائيليون، بل هو ما يتوقعونه، وهو ما تحتاجه البلاد دائما. ويُظهر التاريخ أن ذلك سيأتي في نهاية المطاف.
وكما هو الحال مع الرؤساء السابقين، يتعلم الرئيس بايدن أن هناك مقايضات مؤلمة بين المخاطر والتكاليف البشرية المترتبة على السماح باستمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية وبين العواقب السياسية المحلية لوقفها.
وعندما يقرر أن المخاوف الأولى ترجح على الأخيرة، فإنه سيصدر الأمر. عندها فقط سوف تنتهي هذه الحرب".
(ياسر الزعاترة)
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..