بوابة صيدا
كتب "إيريس ليعال" في "هآرتس" يقول:
"كيف تشوّهت روايتنا إلى درجة أن رواية الفلسطينيين فازت. يتبيّن أن الصور والتقارير من غزة لا تعرض وجهنا الجميل أو ظهور المخلّص لإسرائيل في محكمة الجنايات الدولية. المصادقة على بناء 3076 وحدة سكنية في الضفة الغربية يمكن أن تنقلب في المستقبل الى عقوبات وأوامر اعتقال. التحقيق ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية مستمر. ويتبيّن أن العالم قد نفد صبره.
الردود على أفعال إسرائيل تغيّرت في كل المجالات. يجب تسمية الميناء الذي سيقيمه الأمريكيون في غزة على اسم بن غفير ومجموعة الكهانيين المؤيّدين له، والتي منعت إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية بتعهّد من الوزير بعدم تدخّل الشرطة في نشاطهم.
ماذا يخطر ببال العالم عن اليهود الذين يمنعون إدخال الغذاء للأطفال الجائعين؟
أو عن حاخام من الصهيونية الدينية، يقول بأنه حسب الشريعة يجب أن نقتل في غزة حتى الأطفال والشيوخ؟
هناك روايات كثيرة. حتى في برلين إسرائيل لم تعد الضحية النموذجية. صديق لي يعيش هناك وشاهد كيف بصقوا على وجه صديقه في المترو، هذا الصديق توقف عن التكلم باللغة العبرية في الفضاء العام.
صديقة لي حضرت أحد العروض قالت إن إحدى الفرق نزلت عن المنصة على خلفية شعار "فلسطين حرة" على صوت تصفيق الجمهور.
أحد أصدقائي ويعيش في أوروبا منذ سنوات كثيرة يفحص إذا كان من الأفضل إزالة المازوزة (تميمة توراتية) عن باب الشقة، وأن يُدخلها إلى الداخل. حينها خاف من مجرد التفكير في ذلك.
صديق آخر، وهو صحفي يهودي بريطاني يعيش في أيرلندا، أرسل لي مقالا كتبه وكان يوشك أن ينشره في "آيرش تايمز"، وفيه وصف معاناة أن تكون يهوديا في أيرلندا منذ بداية الحرب، لكنه سحب المقال لأنه لن يقدر على مواجهة الردود التهديدية التي كان من المؤكّد أنها ستصله.
يمكن أن نرى في ذلك جولة أخرى، بدون طوق كلب اللاسامية. ويمكن الفهم بأنه يصعب الدفاع عن 13 ألف طفل قتيل وصور لمواطنين جائعين. ويصعب تفسير حادثة ينقضّ فيها أشخاص جائعون على شاحنات مساعدات، فيتم سحقهم وإطلاق النار عليهم وقتلهم.
ويصعب أن نبيع للعالم أولئك الكهانيين المسيحانيين الذين يقومون بخرق القانون. وجه الدولة هو وجه رئيسها. ومن يُمسكون بعنان نتنياهو هم بن غفير وسموتريتش.
نحن "الأشرار" الجُدد في العالم. زعماء دول، بخاصة المرشحين لإعادة الانتخاب في القريب، لا يمكنهم تجاهل ذلك. حلفاء إسرائيل سيغيّرون سياستهم. هذا أمر محتّم.
ربما أن نتنياهو يوشك على حبسنا في عزل سياسي والكهانيون سيلعبون دور السجانين. هذه هي النهاية المطلوبة لأوهام المظلومية. عندها سيكون حرّا في الدخول إلى رفح، والتنازل عن صفقة إطلاق سراح المخطوفين، وفتح جبهة مع حزب الله، بدون تأييد أمريكي وبدون مساعدات، وإنهاء أهم عمل في حياته وهو تدمير حياتنا. نحن على بُعد خطوة من "متسادا"، الفيلم التالي. هل سننتحر معا أم سننهض؟".
("متسادا" وفق مصادرهم هو اسم قلعة انتحر فيها 953 يهوديا رفضوا الاستسلام للقوات الرومانية التي حاصرت القلعة خمسة أشهر، أثناء تمرّد يهودي وقع في العام 70 ميلادية).
(ياسر الزعاترة)
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..