• لبنان
  • الجمعة, تشرين الثاني 22, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 11:43:59 م
inner-page-banner
مقالات

ابناء جنوب لبنان مستاؤون من غياب ايران..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

قرار الحرب، ليس قراراً عادياً ممكن ان يتخذه فريق او حزب او ميليشيا، او رغبة في تقديم اوراق اعتماد لمحور اقليمي، او استناداً لاستراتيجية سياسية وامنية، ارتبط بها هذا الفريق او ذاك.. قرار الحرب يترتب عليه تداعيات ونتائج مدمرة يتحمل وزرها الشعب اللبناني برمته، وبكامله، وبكافة مكوناته، مهما كان موقف كل فريق من هذه الحرب، سلبياً كان او ايجابياً..

والحرب ليست اطلاق صواريخ، واصدار بيانات ومواقف، بل هي تتطلب استعداد كامل يشمل تهيئة البنية التحتية اللازمة لخدمة المواطنين وتامين كل ما يلزم بقدر الامكان لمواجهة اخطار الحرب واضرارها..

والحرب يجب خوضها لخدمة اهداف وطنية، اولاً، وحماية الشعب من اي عدوان، لا بزج الشعب في اتون المواجهة دون مقومات الصمود والصبر، لخدمة اهداف اقليمية لا نعرف اين حدودها ولا حتى عناوينها..

من هنا نتوقف عند ما تتعرض له القرى الجنوبية الحدودية من عملية تدمير منهجية، من قبل العدو الصهيوني، حيث اصبح عشرات الآلاف من ابناء واهالي القرى الجنوبية في حالة نزوح ولجوء وهجرة الزامية، تجنباً للقصف والقتل.. ومع ذلك لا زالت آلة التدمير الصهيونية مستمرة في مخططها الهادف لجعل هذه القرى والبلدات في حالة يرثى لها وغير قابلة للحياة..

اشهر مضت ولا افق للحل او لتسوية سياسية، الخسارة المادية في الممتلكات من ابنية ومصالح ومؤسسات والمزروعات مرتفعة، وخسارة العام الدراسي ايضاً، ومع ذلك لا يسمع ابناء الجنوب اي كلام ايجابي حول اعادة البناء والترميم والتعويض.. من الجهات التي اعطت نفسها حق اعلان الحرب المحدودة.. هذا اذا بقيت بحدود ضيقة ولم تتجاوز خطوط التماس الى الداخل اللبناني، او ان تصبح حرباً اقليمية واسعة..

الدولة اللبنانية في حالة شلل وفراغ قاتل ومدمر، مع غياب المرجعيات الرئيسية الرسمية نتيجة التعطيل الممنهج، لكل استحقاق رئاسي وغيره من الاستحقاقات الدستورية، وحتى وقف الفراغ في وظائف الدولة الرسمية.. الى جانب ان الدولة اللبناية في حالة افلاس كما المواطن مع حجز الاموال في المصارف، دون افق واضح لحل قريب.. لذا لن تستطيع الدولة التعويض او حتى اعادة البناء كما نتمنى جميعاً وخاصة ابناء القرى المتضررة..

لسان حال ابناء الجنوب والذي اوضحه، احد ابناء الجنوب الذي اضطر للمغادرة واللجوء مع عائلته الى منزل احد اقاربه في العاصمة بيروت، حين تساءل عن حقيقة مضمون شعار واستراتيجية وحدة الساحات..؟؟

هل هي وحدة في فتح الجبهات وتقديم الدم والاضحيات والخسائر المادية فقط.. ام ان هذه الوحدة يجب ان تتجلى ايضاً في تقديم كل اشكال الدعم المالي والمادي والانساني للمواطنين لدعم صمودهم وحماية وجودهم..!!

هل وحدة الساحات تعني تقديم الصواريخ والذخيرة وكافة الاعتدة الحربية لفتح النار واشعال الجبهات بالمناوشات فقط.. في ساحات معينة فقط.. ام انها تعني ايضاً رعاية بعضنا البعض واعطاء الطمانينة لكل متضرر بان التعويض على الاضرار يوازي الدعم بالسلاح ..!!

وسأل المواطن الجنوبي ايضاً.. لماذا لم تعلن ايران حتى الان عن استعدادها لدعم وتعويض ابناء الجنوب وكذلك كل مواطن لبناني يتضرر من اي عدوان صهيوني.. ام انها تنتظر دعماً وتعويضاً مالياً وعربياً ودولياً يغطي اضرار حربها في لبنان كما جرى عقب حرب تموز/يوليو من عام 2006..

وتساءل ايضاً هل فعلاً سوف يهب العالمين العربي والدولي لمساعدة لبنان بعد السياسات العدائية سياسياً واعلامياً وعسكرياً التي مارسها حزب الله، من حرب اليمن، الى خلية العبدلي في الكويت، الى التدخل في الحرب العراقية الى جانب الحشد الشعبي العراقي، وصولاً الى الحرب على الشعب السوري، التي لم تنته بعد.. والتي خسر بسببها الشعبين اللبناني والسوري الالاف من الشباب اليافع ارواحهم خدمة لمشروع ايران وروسيا في المنطقة العربية..

الخلاصة:

منذ احتلال فلسطين عام 1948، وجنوب لبنان يدفع ثمناُ باهظاً، من اهله وارزاقه، لذلك فإن حماية الجنوب واهله ليست مسؤولية حزبية، بل هي مسؤولية وطنية، وليست مسؤولية طائفة، بل مسؤولية وطن بكامله.. لان الوحدة الوطنية ليست شعار بل هي قرار وسلوك ونهج يتجلى في الحفاظ على وحدة المؤسسات الوطنية وبالتالي قدرتها على تحمل مسؤولية ادارة وحماية وطن.. وليس في تعطيل المؤسسات وافراغها من دورها كما حضورها.. واستبدالها بمؤسسات وشخصيات ترى الكيان ساحة صراع وليس وطناً يستحق المحافظة عليه..

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة