• لبنان
  • الثلاثاء, تشرين الثاني 12, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 9:20:32 م
inner-page-banner
مقالات

الحرب على غزة ـ  جنون القتل ومجزرة طولكرم ليلة ٤ أكتوبر

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

منذ "دافيد بن غوريون" رئيس حزب العمال وقامته القصيرة وكتلة شعره البيضاء المسحوبة إلى الوراء وبزّته الخاكية العسكرية وخططه لتطهير فلسطين عرفيا عام ١٩٤٨، وما رافقها من تدمير لأكثر من ٥٣٠ قرية فلسطينية ومحوها عن وجه الأرض وطرد سكانها وارتكاب الإبادة الجماعية المتعمدة في حقهم وبالتالي توسيع رقعة دولته خلافا لما جاء في قرار التقسيم الصادر عن الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة "١٨١" بتاريخ ٢٩/نوفمبر لعام ٤٧ والذي أعطى اليهود الذين ليس لهم شبر واحد ٥٧,٧% من فلسطين التاريخية، لتصبح المساحة بعد عمليات الإبادة والطرد  التي نفذتها عصابات الصهاينة ٧٨%.

وإلى "بنيامين نتنياهو" الليكودي اليميني المتطرف المولود لأبوين يهوديين علمانيين، وقامته الطويلة وشعره الأبيض المشذب، الذي يقف اليوم وتحديدا بعد السابع من أكتوبر/٢٠٢٣ كأكبر مجرم حرب وقاتل أطفال ونساء.

"نتنياهو" الحاقد الدموي ببدلته الأنيقة وملامحه البريئة التي تخفي خلفها وحشا بشريا يعشق ذاته، وينظر في مرآته آلاف المرات معجبا بها، مرآته التي ستكون سبب هلاكه ذات يوم فتبتلعه ساحبة معه شعب الشتات إلى بالوعة التاريخ تقرضها جرذان الشماتة.

هذا الحب للذات الذي يدفعه للسعي إلى الوصول للقمة مهما كان الثمن والنتائج.

هذا المتغطرس الذي أهانته محاور المقاومة وخلخلت مكانته وشخصيته، حتى بات يعوض هذا العار وتلك الهزيمة من خلال ما يسمى "جنون القتل".

فكلما لحقته خسارة، حاول التعويض عنها بارتكاب مجزرة جبانة بطائرات ولية نعمته أميركا، يشجعه صمت وتواطئ صهيوعربي. ظانا أنه بهذا الفعل ينتصر ويتفوق، غير مدرك أن يده المرتعشة قد فضحت وهنه وانكساره خلال خطاباته الأخيرة، ذلك الانكسار الداخلي الذي يحاول إخفاءه عن أنظار العالم.

"نتنياهو" الذي ترهبه رصاصة تخرج من الضفة الغربية، هذه الضفة التي تشكل بالنسبة له البركان الذي لو انفجر فسوف يحرقه ويحرق دولته. هذا النتن ارتكب مساء أمس مجزرة مروعة تعتبر الأولى منذ الانتفاضة الثانية في مخيم طولكرم الواقع وسط مدينة طولكرم.

هذا المخيم الصغير بمساحته البالغة ١٦٨ دونما، قامت طائرة حربية بشن غارة عليه وقصفت حارة الحمام بصاروخ، أدى إلى إصابة العشرات وارتقاء عدد من الشهداء بينهم أطفال.

وعلى إثرها أعلنت القوى الوطنية الإسلامية في الضفة الغربية المحتلة اليوم الجمعة الإضراب الشامل في مختلف المحافظات.

فهل سينتهي هذا الجنون وسط الخيانة العربية و الدعم الأميركي والغربي، أم أن المجازر ستمتد وتتوسع رقعتها في مناطق أخرى من الضفة الغربية حتى تقضم أراضيها وتحقق حلم الآباء؟ 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة