• لبنان
  • الخميس, كانون الأول 12, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 10:08:03 م
inner-page-banner
مقالات

أوغلو: لم نستطع التأثير على أردوغان.. و لم يعد لدينا سوى الصراخ في وجه الظلم

بوابة صيدا

كتب أحمد داوود أوغلو (رئيس وزراء تركيا السابق/ الرئيس العام لحزب المستقبل)

مكالمة هاتفية في منتصف الليل جعلتني الليلة الماضية أشهد حدثًا أظلم ليلتي بأكملها داخل حزن عميق.

المكالمة كانت قادمة من غزة. لقد حاولت زوجتي السيدة سارة في تلك الليلة لمدة طويلة المساعدة عن بعد في ولادة أم مباركة في غزة حان موعد ولادتها من خلال مترجم كان يشرح ما يجب القيام به ويحاول رفع الروح المعنوية للسيدة. وكان صوت الأب اليائس يُسمع بين الفينة والأخرى .

للحظة فكرت في والدتي التي ماتت وهي حامل ولم تتمكن من الوصول إلى المستشفى . ثم في الليلة الذي قضيتها مع زوجتي سارة في مشفى الشفاء تحت وابل القنابل في حرب 2012 على غزة. وتراءى أمام عيني مشهد الأهل وهم يعانقون أطفالهم القتلى. اعتصر الألم قلبي و تحشرجت الكلمات في حلقي. تذكرت الآية 75 من سورة النساء. حيث لم نتمكن كما نريد من نصرة من يستغيث بالقول  : "ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها، واجعل لنا من لدنك وليا، واجعل لنا من لدنك نصيرا".

كم هو محزن أنه لم يعد لدينا أي قوة سوى الصراخ في وجه الظلم !

اللهم اشهد أننا نبذل قصارى جهدنا لكن لاحياة لمن تنادي! لم نتمكن من حشد الاستغلالييّن ممن استمروا في التجارة مع إسرائيل من ناحية ومن ناحية أخرى يقولون للجماهير في حملاتهم  "إذا اخترتونا، فسوف نساعد غزة"! 

في الأسبوع الأول من الحرب قلنا لهم "تقدموا بطلب إلى محكمة العدل الدولية"، لكن أصواتنا التي أصمّت أنقرة آذانها عن سماعها بلغت مسامع رئيس جنوب أفريقيا!

و قلنا في الأيام الأولى: "أغلقوا مجالنا الجوي أمام إسرائيل"، لكن هذه الدعوة لم تمنع الأسلحة القادمة إلى إسرائيل من المرور عبر أجواء هذا البلد الحبيب!

كنا نناشد كل يوم، لكننا لم نستطع التأثير على أردوغان الذي التقى بشقيقه السيسي، كي يذهب على الأقل إلى معبر رفح وينشئ مشفى تركي ميداني و يطلق من هناك رسالة إلى العالم على غرار رئيس وزراء إسبانيا!

قلنا على مدى أسابيع "أنشئوا جسراً جوياً" لكننا لم نتمكن من اقناع من هم مشغولون بحماية كراسيهم  في السلطة في أن بلادنا التي يُنظر إليها على أنها القوة العظمى في المنطقة يجب أن ترسل المساعدات عبر المروحيات مثل الأردن !

يا رب، امنحنا الإرادة والقوة لنصرة النساء والأطفال الذين يقولون "ربنا اجعل لنا من لدنك نصيرا"!

وكما صرخنا للعالم بأسره من لندن مع السياسيين والأكاديميين وأهل الرأي "لن نسكت عن هذا الظلم " في بيان الضمير العالمي ، سنبقى نكافح مع كل أصحاب الضمير كل وجه هذه المعمورة حتى تعلو البسمة مرة أخرى وجوه أطفال غزة ونسائها ومظلوميها. كفاحنا مستمر إلى أن تتحرر غزة والمسجد الأقصى والقدس .\

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة