• لبنان
  • الجمعة, تشرين الثاني 22, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 11:32:19 م
inner-page-banner
مقالات

أيها العالَم.. افرض علينا دولة فلسطينية!

بقلم: كارولينا ليندسمان ـ هأرتس (العبرية)

إسرائيل لا تفهم بأن كل شيء تغير. الرئيس الأميركي، جو بايدن، كان أول شخص فهم ذلك. بعد أسبوعين على هجوم حماس قال: "إسرائيل والفلسطينيون لا يمكنهم العودة الى الوضع الذي كان قبل 7 تشرين الأول". وتحدث عن العودة الى حل الدولتين. مرت خمسة اشهر ويبدو أنه في إسرائيل لم يحن الوقت. عالم ما قبل 7 تشرين الأول ذهب مع الريح. ولا توجد أي إمكانية للعودة اليه.

مثل سكارليت اوهارا في مشهد النهاية في فيلم "ذهب مع الريح"، أيضا إسرائيل تسأل: "الى أين سأذهب، ماذا يجب أن أفعل؟"، وهي على ثقة بأنهم ما زالوا مسحورين بها. ومثل ريت باتلر، العالم يرد: "بصراحة، يا عزيزتي، أنا لا أهتم". هكذا هو الامر: كل شيء على حاله، وبعد ذلك في لحظة كل شيء يتغير. ولا توجد عودة الى الخلف. بشكل عام هذا يحدث عندما يقومون بالمبالغة.

حتى "بلاد رائعة"، العظماء لا يعرفون أن العالم لا يسقط امام ألاعيبنا العاطفية. لقد اصدروا في هذا الأسبوع مرة أخرى فيلماً قصيراً – جلعاد اردان للأثرياء – فيه يقدمون مواعظ للعالم حول موقفه من إسرائيل. بعد "بي.بي.سي" والجامعات قرروا صنع "لا، لا" يهودية في هوليوود، التي لا تنبس ببنت شفة عن المخطوفين.

لا يمكن مشاهدة هذه المسرحية الهزلية بدون الشعور بالخجل: نحن نواصل التوجه للعالم من موقع الضحية، مع تجاهل مطلق لـ 30 ألف قتيل في غزة، بينهم 12 ألف طفل، حتى قبل كارثة أمس (أول من أمس) والدمار الفظيع، ونفترض أن العالم ما زال مأسوراً بذنبه التاريخي تجاهنا دون الفهم بأن هذا انتهى.

لقد انتهى عهد الكارثة. الآن مساكين العالم هم الفلسطينيون. ليس حماس، لا أحد يشفق على حماس، بل الـ 30 ألف فلسطيني ودمار غزة هو الحدث (ليتساءل بإخلاص كل إسرائيلي الذي يقدم الموعظة لمن نسي الإشارة الى 7 تشرين الأول، كم قتيلاً فلسطينياً مطلوب من اجل أن يشعر بأن هناك طرفاً آخر؟).

لا توجد أي إمكانية للعودة الى عالم ما قبل 7 تشرين الأول. العودة الى وهم أن الاحتلال هو مؤقت. والعودة الى مسرح المفاوضات السياسية في الوقت الذي لا يوجد فيه شريك إسرائيلي وعدم استعداد مطلق للتنازل الجغرافي، أي مفاوضات فقط من اجل اتهام الآخر بافشالها. وحتى لا توجد عودة الى مهزلة إدارة النزاع. ولا عودة الى اقتصاد اللوم بين اليهود والعالم الذي منح الأوائل الحصانة الأخلاقية. كفى، الامر انتهى. كل فترة توجد لها نهاية. لقد حان الوقت للنضوج.

لكن هذا ينطبق أيضا على العالم الذي يجب عليه أن يدرك بأن إسرائيل لا يمكنها فعل ذلك بنفسها. في السابق ربما كانت لديها احتمالية، الآن لا. بنيامين نتنياهو وبحق كان انتصار اليهودي على الإسرائيلي. واليهودي غير قادر على أن يكون السيد، لا يهم كم سيردد اليمين بأننا نحن السيد. الطلب من إسرائيل أن تنفذ حل الدولتين بنفسها يشبه الطلب من شخص أن يقطع عضوا في جسده في اعقاب إصابته بورم.

العالم يجب عليه فعل ذلك من اجلنا. البريطانيون بدؤوا في ذلك، والاوروبيون والأميركيون أيضا يسيرون في هذا الاتجاه. نعم، الاعتراف احادي الجانب بالدولة الفلسطينية. قوموا بتسمية ذلك "برنامج من اجل اشفاء الشرق الأوسط". أنتم قرروا أين ستكون الحدود وحول الحوض المقدس والمستوطنات والترتيبات الأمنية، كل شيء. قوموا بالاعتراف بهذه الدولة.

قوموا بفرض حل علينا. تجاهلوا أصوات المعارضة لدينا. صموا الآذان إزاء أكاذيبنا وألاعيبنا وتباكينا. لا تستسلموا. اذهبوا الى النهاية. انقذونا من ألمنا ومن الاحتلال الذي افسدنا وحررونا من السيطرة على الفلسطينيين التي اصابتنا بالجنون، الى درجة أن لا يكون لنا أي خيار. عندها نحن سنعارض ونعارض، لكن في نهاية المطاف سنواجه ذلك. هذا ما نعرف بالضبط كيف نفعله. وفي المستقبل سنشكركم أيضا.

(نقلاً عن الأيام)

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة