• لبنان
  • الاثنين, أيلول 16, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 10:06:28 م
inner-page-banner
مقالات

صلاح سلام ـ اللواء

من حق اللبنانيين أن يتساءلوا، إذا كان القضاء سيمضي قدماً، في ملف التحقيق والتوقيف لرياض سلامة، ويكشف تفاصيل فضيحة العصر في نهب ١٧٥ مليار دولار، هي أموال المودعين، الذي أفاقوا في ذلك اليوم الأسود على البلاغ "رقم واحد" الصادر عن حاكم  البنك المركزي والقاضي بإغلاق المصارف، وتعليق النشاطات المالية، إلا لمن شاء الحاكم بأمره، وسمح بتحويل أموال المحظوظين والمتواطئين، من سياسيين ومصرفيين، إلى الخارج.

قرار الحاكم المفاجئ والصادم، كان المسمار الأول في نعش الليرة اللبنانية، التي بدأت مسارها الإنحداري بسرعة صاروخية، فور فتح المصارف أبوابها، والتي أجازت لنفسها، ودون أي مسوغ قانوني، وبخطوات إتسمت بالبلطجية والسطو المباشر، بمصادرة أموال المودعين، والإمتناع عن تلبية السحوبات، بل وفرض سقف منخفض جداً للسحوبات الأسبوعية في البداية، قبل أن تصدر البلاغات الجهنمية اللاحقة عن رياض سلامة، بفرض تقنين للسحوبات شهرياً، يكاد لا يسد رمق عائلة من خمسة أفراد، بحجة عدم توفر السيولة بالدولار!

رغم مسلسل الإنهيارات وما رافقها من صفقات وممارسات قضت على البقية الباقية من إحتياطي مصرف لبنان بالعملات الأجنبية، وأكثرها وقاحة هدر الثلاثين مليار دولار على ما سُمّي "دعم المواد الغذائية" التي ذهبت لجيوب الأزلام والمتنفذين من التجار و السياسيين، رغم كل ذلك، بقي رياض سلامة في الحاكمية حتى اللحظة الأخيرة من ولايته، ليُخفي آثار السرقات والثراء غير المشروع، وغيرها من التهم الموجهة إليه ولعائلته وصديقاته، والمحيطين به، من ذكور وأناث!

وإستمرت عمليات النهب والهدر حتى٣١ تموز ٢٠٢٣، عبر منصة "صيرفة"، التي إخترعها سلامة بحجة الحد من إرتفاع الدولار، فكانت النتيجة أن تحولت "صيرفة". إلى منصة للنهب والسمسرة لمجموعات من صرّافي آخر الزمان، حيث كان فارق سعر الدولار بين "صيرفة" والسوق السوداء لا يقل عن عشرة بالمئة، كان مصرف لبنان يتحملها بقرار من سلامة، لمصلحة المصارف والمتنفذين من أهل السياسة والسلطان.

لسنا بوارد إعداد لائحة إتهام ضد سلامة. ولكن لا بد من أخذ هواجس الناس من إستمرار التحقيقات حتى النهاية بعين الإعتبار، سعياً لتحقيق العدالة، وأملاً بإسترجاع بعض أموالهم من المصارف، في زمن تخلى المسؤولون عن مسؤوليتهم تجاه مواطنيهم، وتركوا الأكثرية الساحقة من هذا الشعب المغلوب على أمره يسقط إلى تحت خط الفقر.

رياض سلامة تجرأ وتكلم.. علّ الناس تغفر بعض خطاياك!

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة