• لبنان
  • الجمعة, تشرين الثاني 22, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 10:16:44 م
inner-page-banner
مقالات

الحرب على غزة ـ خبث الصهيونية الدينية

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

الصهيونية الدينية عبارة عن أيديولوجيا تعتبر الصهيونية جزءا لا يتجزأ من اليهودية الأرثوذكسية. وقد ولدت في مطلع القرن العشرين من تزاوج الدين مع الصهيونية السياسية، بمعنى أنها تدمج في خطابها التأسيسي لحركتها القومية الدينية "المزراحي" بين مقولات اليهودية الأرثوذكسية الدينية النابعة من توراتهم المزعومة مثل "شعب اسرائيل وشريعة إسرائيل "الهالاخاه" والأمة اليهودية" وبين مقولات الحركة الصهيونية العلمانية السياسية المتعلقة بالوطن القومي وإقامة دولة "إسرائيل".

وقد اندمجت حركة "مزراحي" مع حركة "هبوعيل مزراحي" في عام ١٩٥٦ وشكلتا معا الحزب الديني "مفدال" الذي شهد انشقاقات أبرزت عددا من الحركات مثل حركة "كاخ" التي أسسها "مائير كاهانا" وحركة "غوش إيمونيوم" وغيرها من الحركات.

ويذكر أن الصهيونية الدينية ظلت متذبذبة ما بين صعود وهبوط إلى أن تغلغلت داخل المجتمع اليهودي بعمق في الفترة الرئاسية الأخيرة لحزب الليكود بقيادة "بنيامين نتنياهو".

حيث قرب منه زعماء الأحزاب الدينية كحلفاء له داخل الحكومة. وكان من ابرز هؤلاء المتطرفين "بتسلئيل سموتريتش" زعيم حزب الصهيونية الدينية المتطرف. والذي يتولى حاليا وزيرا للمالية بالإضافة إلى تعيينه وزيرا لمديرية مستقلة داخل وزارة الدفاع، حيث استحدث المنصب الأخير لأجله.

ومنهم أيضا "إيتمار بن غفير" وزير الأمن القومي من حزب "عوتسما يهوديت" المتطرف.

وقد ظهرت منطلقات الصهيونية الدينية الأيديولوجية ومواقفها السياسية والاجتماعية اليوم في خطابات "سموتريتش وبن غفير" حيث ركز كل منهما على مركزية شعار " أرض إسرائيل لشعب إسرائيل بموجب شريعة إسرائيل".

كما ركزت خطاباتهما على السعي لضم كامل الضفة الغربية وإعادة احتلال غزة.

ومن هذه المنطلقات التي نادى بها الاثنان أيضا، رفض إقامة دولة فلسطينية عن طريق الدعوة الكاملة لمنح البؤر الاستيطانية وتكثيف الاستيطان وفتح المسجد الأقصى لليهود لإقامة طقوسهم.

وها هم المستوطنون في تصريح لمنظمة بيدر بتاريخ ٢٤/تموز/٢٠٢٤ يدشنون بؤرة استيطانية جديدة في وادي سليمان شمال غرب القدس.

كما أقدمت قوات الاحتلال في نهايات شهر تموز ٢٠٢٤ بتكثيف عمليات الاقتحام لقرى ومدن في الضفة الغربية برفقة آليات لتنفيذ عمليات الهدم، مثل اقتحام مسافر يطا جنوبي الخليل وحي أبو تايه في بلدة سلوان في القدس المحتلة وغيرها من البلدات والقرى بهدف الضغط على الاهالي من أجل التهجير.

وقد صرح "سموتريتش" بتاريخ ١٨/تموز٢٠٢٤ أمام الكنيست بقوله "الدولة الفلسطينية لا يمكن أن تقوم لأنه لا يوجد شعب اسمه شعب فلسطيني".

كما دعا الاثنان وغيرهما من الصهيونية الدينية لاغتيال قادة المقاومة الفلسطينية. وبالفعل اليوم تتم عمليات الاغتيال في الضفة الغربية عن طريق المسيرات. مثل عملية اغتيال الشهيد التابع لكتائب القسام القائد اشرف نافع والشهيدين التابعين لكتائب شهداء الاقصى القائدين محمد عوض ومحمد بديع.

كما ويدل على خبث هذه الصهيونية ما جاء من تصريحات في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" حيث أعرب عدد من كبار الحاخامات في المجتمع الصهيوني الديني اليميني عن معارضتهم لاتفاقية تبادل الأسرى مع حماس، وزعموا في رسالة بأن الاتفاق على سحب القوات الإسرائيلية من غزة وتبادل الرهائن بأسرى فلسطينيين من شأنه أن يعرض المزيد من الإسرائيليين للخطر.

والجدير بالذكر أن الصهيونية الدينية لها تأثير عميق على سياسة الإدارة الأمريكية وصناعة القرار وخاصة ما يتعلق بالشرق الأوسط. حيث تلتقي في أيديولوجيتها مع المسماة بالأصولية المسيحية واليمين المتطرف المسيحي في الولايات المتحدة لتشكل هذه القوى لوبي ضاغطا ومبلورا للسياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط. ودليل هذا التأثير ما حصل بتاريخ ٢٤/تموز/٢٠٢٤ خلال إلقاء "نتنياهو" خطابه أمام الكونغرس الأمريكي حيث لقي تصفيقا حارا في مستهل الخطاب عندما قال "فليبارك الرب تحالف أمريكا وإسرائيل إلى الابد".

هذه هي الصهيونية الدينية التي تجلد غزة وأهلها بأساطيرها وخرافاتها الزائفة، وتقتلهم بها. وعرب العار صامتون بل ومشاركون، ينتظرون اليوم الذي تختفي به غزة ويختفي أهلها معها... لكن هيهات..

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة